بنغلادش تنقل الآلاف من لاجئي الروهينجا إلى جزيرة نائية تضربها الأعاصير والفيضانات!

الخبر:

بدأت بنغلادش الخميس 2020/12/3 نقل أكثر من ألف لاجئ من الروهينجا إلى جزيرة باسان شار التي تجتاحها أعاصير وفيضانات باستمرار في عملية مثيرة للجدل تواجه انتقادات الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان. وغادر نحو 922 من الروهينجا مخيمات كوكس بازار في حافلات متجهة إلى ميناء تشيتاغونغ قبل نقلهم إلى سفن تابعة للبحرية الجمعة في باسان شار في خليج البنغال. وقامت بحرية بنغلادش ببناء ملاجئ في الجزيرة لاستيعاب مئة ألف لاجئ على الأقل من الروهينجا، وسد لحمايتهم من الفيضانات. (الجزيرة مباشر)

التعليق:

تروي لنا كتب التاريخ الموقف المشرّف للدولة العثمانية زمن السلطان سليم الأول حينما هبّت لإنقاذ المسلمين المضطهدين في الأندلس، بعد أن نُكّل بهم في محاكم التفتيش، وحوربوا وقُتّلوا لقولهم ربنا الله، حيث طلب السلطان سليم الأول من القائد عروج بربروسا شقيق القائد خير الدين بربروسا إنقاذ مسلمي الأندلس فأبحر من أقصى الشرق في تركيا إلى أقصى الغرب في الأندلس لمحاربة الجيوش الصليبية (الإسبانية، والبرتغالية، والإيطالية، وسفن القديس يوحنا). وبالفعل نجح في اختراق حصون الصليبيين والسيطرة على مدن غرب الأندلس، ونقل 70 ألف مسلم في أسطول مؤلف من 36 سفينة، في سبع رحلات في عام 1529م، وأمنهم في الجزائر وتوطّنوا فيها.

واليوم يُحارب إخواننا الروهينجا وتُرتكب بحقهم الجرائم البشعة على يد البوذيين المجرمين، ولكننا نفتقد معاني إغاثة الملهوف ونصرة المظلوم وإجابة نداءات الاستغاثة، ونشهد مواقف الخذلان والتآمر على مسلمي الروهينجا من الحكام الرويبضات في بلاد المسلمين، ولا سيما حكام دول الجوار، حيث يغلقون حدودهم في وجوههم ويجعلونهم طعماً لتجّار البشر يتيهون في البحار والمحيطات وبعضهم لا يُقدّر له الوصول للبر فيغرق في قاع البحر، ومَن وصل للبر وسُمحِ له بالدخول يوضع في مخيمات تفتقد لأدنى مقومات الحياة، ولا يكتفي حكام بنغلادش بذلك بل ها هم يقومون بنقل مجموعة من اللاجئين إلى جزيرة نائية تضربها الفيضانات والأعاصير باستمرار، محظورة على الجميع بما في ذلك الجماعات الحقوقية والصحفيين دون إذن مسبق، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.

فشتان بين مَن بيّض صحائفه عند الله وعند المؤمنين فاستجاب لقوله تعالى: ﴿وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ﴾، وبين مَن خذل المسلمين وتآمر عليهم، فسوّد صحائفه عند الله وعندهم وكُتِب من الخاسرين ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ﴾. فاللهم إنّا نسألك أن تُفرّج كرب إخواننا المستضعفين في ميانمار وسائر بلاد المسلمين، ونسألك أن لا تُميتنا إلا وقد أريتنا عزة الإسلام والمسلمين، وحققت لنا وعدك بالاستخلاف والتمكين.

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
براءة مناصرة