- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ماكرون يحسب نفسه هرقل ويصف الإسلام بالهيدرا
الخبر:
تبنّى مجلس الوزراء الفرنسي مشروع قانون "تعزيز احترام مبادئ الجمهورية" والذي كان نتاج ثلاث سنوات من المحاولات لمواجهة ما وصفه ماكرون بـ"الهيدرا الإسلامية"، في إشارة منه إلى الحيّة المتعدّدة الرؤوس التي حاربها هرقل في الأساطير اليونانية!
التعليق:
منذ توليه الرئاسة في فرنسا سنة 2017، عمل إيمانويل ماكرون على محاربة الإسلام حتى انتهى به الأمر لتقديم قانون تعزيز احترام مبادئ الجمهورية والذي يعتبره البعض آخر المشاريع الكبيرة في عهد ماكرون!
هذا القانون الذي يُحارب ما وصفوه بالانفصاليّة الإسلاميّة، يضمّ نحو 50 بندا وقد عُدّل عنوانه مرات عدّة كي لا يبدو بوضوح أنّه يستهدف الإسلام والمسلمين، وكان من أبرز بنوده: حظر الخمار وأيّ رمزيّة له في أيّ وظيفة عموميّة، ومكافحة تعدّد الزوجات، وتجريم شهادات فحص العذريّة قبل الزواج.
وعقب المناقشات حول القانون، قال ماكرون عبر منصة "بروت" الإلكترونية الموجّهة للشباب: "الشر بيننا. ومن الخطأ القول إننا سنطرده بعصا سحرية".
يبدو أنّ ماكرون قد أجهده الإسلام في فرنسا واشتدّت مخاوفه منه حتى عاش في جوّ الأساطير وحسب نفسه هرقل يُحارب قوى الشرّ، فكما في الميثولوجيا اليونانيّة، عندما واجه المحارب الأسطوريّ هرقل الأفعى الخرافيّة "هيدرا" ذات الرؤوس المتعدّدة، كان كلّما قطع رأسا من رؤوسها نما مكانه رأسان، وكلّما تضاعفت الرؤوس تضاعفت قوى الحيّة وازدادت خطورتها وصعب القضاء عليها! وهذا ما جعل ماكرون يصف الإسلام بالهيدرا، ولكن ما لم يُدركه الرئيس الفرنسي أنّ الهيدرا أسطورة أمّا الإسلام فهو حقيقة ثابتة وباقية وقائمة إلى يوم الدين!
إنّ ما كشفه قانون "تعزيز مبادئ الجمهوريّة" هو الوجه الحقيقي للعلمانيّة التي تعجز عن استيعاب كلّ البشر بمختلف أفكارهم وانتماءاتهم!
فمنذ النهضة الفرنسيّة والعلمانيّة تُسوّق لنفسها مفهوم الإنسانيّة، بمعنى أنّها فكرة جامعة لكلّ الناس لأنّها ـ في زعمهم ـ مبنيّة على تقبّل كلّ الاختلافات وقادرة على أن تستوعب البشريّة بمجموعها وأن تُقدّم الحلول المناسبة لكلّ البشر دون إقصاء أو نبذ أو تمايز.
لكنّ مشروع ماكرون الأخير قد عرّى العلمانيّة وكشف قبح وجهها وعدوانيّتها وأثبت أنّها فكرة تُعادي البشر وتحارب فطرتهم لأنّها في أصلها فكرة عدائيّة، تنبذ الدّين وتستعلي عليه وتتحصّن باسم الحريّة لكنّ قوانينها تفضحها وتكشف تناقضها وعجزها.
لقد ضلّ سعي ماكرون وهو يحسب أنّه يُحسن صنعا، فقد يكون مشروعه مُضرّا للمسلمين في فرنسا لكن ضرره سيكون أكبر على "قيم جمهوريّته" التي يبدو أنّها ستهتزّ وتنهار أمام شعبه وسيُكشَف عوار العلمانيّة والحريّات وستظهر أنّها كانت لعقود أفيونا للشعوب الغربيّة، فالمتمعّن في حال الغرب وحال سياساته المتخبّطة وعجز سياسييّه وتوتّر شعوبه سيُدرك أنّ المبدأ الغربي نهايته قريبة.
إنّ المستقبل للإسلام ولوعد الله سبحانه ولبشرى رسول الله ﷺ ولخلافة الإسلام مهما حاربوا وتجبّروا، فالله غالب على أمره والعاقبة لهذا الدين بإذن الله. ﴿وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [الصف: 8]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نسرين بوظافري