- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
السودان أول بلد إسلامي يلغي حد الردة!
لترضى عنه واشنطن فترفع اسمه من لائحتها السوداء
الخبر:
رفعت الولايات المتحدة السودان من لائحتها السوداء حول الحرية الدينية، التي تضم الدول التي تشكل مصدر قلق خاص في مجال الحريات الدينية، إثر مشاركتها أو تسامحها مع انتهاكات فاضحة منهجية ومستمرة لقانون الحرية الدينية الدولية الأمريكي، جاء ذلك في بيان نشرته الخارجية الأمريكية على موقعها الإلكتروني، حيث أعلنت أن ذلك القرار اتخذته إدارة الرئيس دونالد ترامب الأربعاء 2020/12/9م.
التعليق:
إن قانون الحريات الدينية الدولية قد اعتمدته أمريكا عام 1998م من أجل الترويج للحريات الدينية باعتباره سياسة خارجية أمريكية يسمح للولايات المتحدة باتخاذ تدابير رداً على الانتهاكات التي تتم في هذا الإطار في دول أجنبية، وقد فرضته على السودان منذ عهد حكومة الإنقاذ، وعند مجيء الحكومة الانتقالية التي أظهرت عداوتها للإسلام فرح الكفار بها. ويقول بومبيو إن السودان حقق قدرا كبير في مجال الحريات الدينية والإصلاحات الشجاعة للقوانين، والتي من بينها إلغاء حد الردة، فكان أول بلد إسلامي يلغي حد الردة. وصرح سفير السودان بأمريكا بحذف اسم السودان من قائمة الدول المراقبة الخاصة بالحريات الدينية بناء على التقدم الكبير والملموس في تغيير القوانين، فأظهر السفير فرحا ظنا منه برضا الكفار عن بلده ورفع اسمه من قائمة الإرهاب، فهو يمني نفسه بالسراب الذي تمنيه أمريكا له كظمآن يلهث وراء السراب ليشرب منه ماء!
إن حكم حد الردة هو من الأحكام المعلومة من الدين بالضرورة، يقول الله تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ ويقول النبي ﷺ في الحديث الذي أخرجه البخاري عن ابن عباس، قال رسول الله ﷺ: «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ».
إن هذه الأنظمة في بلاد المسلمين لا ترقب في مؤمن إلا ولا ذمة فهي تحكم بغير ما أنزل الله، وفتحت الباب للأعداء لنهب خيرات المسلمين باسم الاستثمار والخصخصة، وتعمل على تفكيك الأسر بالميثاق الأفريقي وسيداو، وسلب عقول المسلمين باسم الحريات. هذه الأنظمة كل يوم تؤكد عداوتها لله ولرسوله وللمؤمنين، وإنه لا مخرج لهذه الأمة إلا بإمام من جنسها يحكمها بشرع ربها «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُتَّقَى بِهِ وَيُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ».
ذكر أهل السير والتاريخ أن ساموري توري وهو سلطان أسس سلطانا إسلاميا في غرب أفريقيا في منطقة بين مالي وغينيا، وفي عام 1884م جمع ساموري توري أهله في احتفال وأعلن لهم أنه سيلقب نفسه بلقب الإمام، وطلب من أهله ورعاياه أن يعتنقوا الإسلام، وفي تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه منع الخمر شرباً وبيعاً في مملكته، ومنع العادات الوثنية، وبدأ بتطبيق الشريعة الإسلامية. يكفي ساموري شرفاً وفخراً أنه أقام دولة نشرت الإسلام وحاربت الوثنية كل تلك المدة، ويكفيه أنه وقف أمام دولة عظمى آنذاك ثلاثة عشر عاماً أذاقها الهزيمة مرات عديدة، ووحد شعب المانديجو بعد أن كان قبائل متناثرة وعشائر متناحرة فرحمه الله، وأعلى درجته في عليين.
هناك موقف عظيم في حياة الإمام ساموري توري رأيت أن آتي به مذيلاً سيرته حتى يبرز ولا يُنسى، وهو أن الفرنسيين اختطفوا ولده وساوموه على رده بمساومات لم يرضها فلم يقبل فأخذوه إلى فرنسا لست سنوات، واستطاعوا التأثير عليه وتغيير أفكاره ليصبح منهجه غربي الهوى والمزاج معادياً لدين الله تماماً، ثم أرسلوه إلى أبيه ليقنعه بترك الجهاد، فما كان من أبيه إلا أن تجرد لله تعالى، وعظمت عنده عقيدة الولاء والبراء، فقتل ولده في مشهد عام بين الناس حتى لا يؤثر على حركة الجهاد، وهذا الصنيع العظيم يصدق فيه قول الله تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ إبراهيم مشرف
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان