- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
دستور خنق سوريا
الخبر:
قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون إن اجتماع اللجنة الدستورية السورية في جنيف لم يسفر عن أي تقدم، بعد أسبوع من المفاوضات. وأضاف بيدرسون - خلال مؤتمر صحفي - الجمعة أن الاجتماع كان مكلفا بصياغة دستور جديد قبل الانتخابات التي تشرف عليها الأمم المتحدة، لكنّ النهج المتبع أظهر أنه غير مجدٍ، ولا بد من تغيير الطريقة، حسب تعبيره.
وأوضح مبعوث الأمم المتحدة أن المعارضة اقترحت بداية منهجيات للعمل، لكن ممثلي دمشق رفضوا تلك المقترحات قبل أن يرفضوا أيضا مقترحا وضعه المبعوث الأممي. وقال بيدرسون إن ممثلي الرئيس بشار الأسد رفضوا مقترحات قدمتها المعارضة السورية، فضلا عن الأفكار التي قدمها هو نفسه لدفع العملية قدما. (الجزيرة نت)
التعليق:
كما هو معلوم فإن اللجنة المكونة من 45 عضوا تم اختيارهم بالتساوي من جانب الحكومة مع المجتمع المدني، ولديهم تفويض لوضع دستور جديد يقود إلى إجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة.
فكانت المعارضة تركز على تنفيذ القرار 2254 وخاصة الجدول الزمني للعملية السياسية التي تشير إلى إنشاء دستور جديد تتبعه عملية انتخابية نزيهة - حسب زعمهم - بإشراف الأمم المتحدة وذلك خلال فترة 18 شهراً، ينفذ خلالها نقل السلطة من خلال جدول زمني لتطبيق الحل السياسي، وهم مطالبون بتنفيذ صلاحيات رئيس الجمهورية التي يمنحه إياها دستور 2012م المعمول به حاليا.
ومن جانب الحكومة فقد طرح تعديل الدستور الحالي أو إلغاءه، ووضع دستور جديد مشيرا إلى أن السوريين عدلوا دستورهم ثماني مرات حتى عام 2012م، وأن الأمر قابل للبحث والدراسة ووضع مطالب رفض أي تدخل خارجي بأعمال اللجنة الدستورية، ويبقى الحوار سورياً سورياً دون شروط مسبقة، أو جدول زمني ويقر عبر الاستفتاء فيكون الشعب هو صاحب صلاحية إقراره، وأكد أن عمل اللجنة لا يعني توقف العمل العسكري ضد ما سماه الإرهاب.
وكما نلاحظ فإن الولايات المتحدة تحاول كسب بعض الوقت لتنظيف الواقع في الشمال السوري والسيطرة على الطرف الرئيسي، وأيضا سيطرة تركيا على المسلحين الذين في الشمال إما باحتوائهم أو نزع السلاح منهم أو تصنيفهم (طبعا لم يرفض تسليم السلاح).
أما عن الدستور فمواده جاهزة وضمن قوالب معدة مسبقا، ومرسومة بعناية لتخدم الغرب وتبقي على التفرقة الطائفية داخل النسيج السوري، ولتظهر للشعب أن اللجنة هي التي وضعت هذا الدستور، وما كان على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلا الخضوع إلى رغبة الشعب إذا ما تمت المصادقة عليه وحصوله على تصويت شعبي.
وطبعا تحاول كسب مزيد من الوقت لترميم بعض أذرع الدولة العميقة التي دمرت، وأيضا اللعب على أوتار الطوائف لتمرير خططهم مقابل حصص سيادية يضمنها الدستور لهم، وبذلك تتم عملية إيهام الشعب بأن خلاصه مما حدث هو بنور هذا الدستور القادم الذي يحافظ على سوريا الموحدة! مع أنه هو الضمان الوحيد لعدم نيل سوريا خلاصها كما تريد، بل سوف يضمن النهاية كما تريد أمريكا وأزلامها في المنطقة.
كم مرة سوف نقع في الحفرة نفسها التي حفرت لنا؟! أما آن لنا أن نعي مكر الغرب وخططه وأنهم لا يبنون لنا حائطا ليحمي ظهورنا بل لحصرنا ولنقبل بكل أجنداتهم على أنها الخير الوحيد المتاح أو هي أحد خيارين هي أفضلهما؟!
إن نجاح الثورة لا يكون إلا بأن نملك قرارنا بأنفسنا، ونضع دستورنا الذي ارتضاه الله سبحانه لنا، ونعيد الحياة إسلامية ترضي الله، وتنقذ العباد وتنشر النور والعدل في ربوع هذه المعمورة.
اللهم أعزنا بالخلافة الراشدة على منهاج النبوة كما وعدتنا.
قال الله عز وجل: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
دارين الشنطي