- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هل سئمت شعوب العالم من الصبر على حكامها وأنظمتها وستحتضن الإسلام إذا جاءها منقذاً؟
الخبر:
خرج الآلاف في احتجاجات غير مصرح بها بالمدن الروسية للمطالبة بالإفراج عن المعارض البارز أليكسي نافالني. وقالت جماعة تتابع الاحتجاجات إن أكثر من خمسة آلاف شخص اعتقلوا خلال المظاهرات. وفي موسكو، أغلقت الشرطة محطات المترو وأغلقت وسط المدينة.
وسجن نافالني لدى عودته إلى روسيا بعد تعافيه من محاولة قتله بمادة سامة. وحمل المعارض البارز الأجهزة الأمنية الروسية مسؤولية الهجوم، لكن الكرملين ينفي صحة ذلك.
وقالت السلطات الروسية إن نافالني كان من المفترض أن يمثل أمام الشرطة بصورة منتظمة نظرا لحكم صادر بحقه مع وقف التنفيذ في قضية اختلاس.
في ياكوتسك، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية تحت الصفر، قال متظاهر يدعى إيفان إنها كانت أول مسيرة يشارك فيها. وقال: "لقد سئمت من استبداد السلطات وانعدام القانون. لم يتم الرد على أي أسئلة. أريد الوضوح والانفتاح والتغيير. هذا ما جعلني آتي إلى هنا". (بي بي سي)
التعليق:
في طقس تقل درجات حرارته عن الأربعين درجة تحت الصفر، يواصل الروس الخروج للاحتجاج على سياسة بوتين أو القيصر كما يحلو للبعض تسميته. إن التسمية لتدل أن النظام في روسيا رغم الانقلابات التي توالت عليه في القرن الماضي إلا أنه حافظ على صفة ثابتة فيه هي حكم الزعيم الأوحد. فمن نيقولا إلى ستالين إلى بوتين، لم يتغير شيء على الشعب الروسي؛ فالفقر والاستغلال والمعاناة، فضلا عن تكميم الأفواه والاعتقالات والاغتيالات، فهل آن الأوان لتغيير حقيقي يقلب الأوضاع رأسا على عقب فتعود الموازين العدل إلى الحياة، اللهم نعم فقد نال الشعوب ما نالها من النصب والتعب جراء هذه الأنظمة الوضعية الدموية الظالمة، وآن لها أن تستريح في ظل نظام رباني تطبقه دولة حانية راعية تضم تحت ظلها كل من ينشد الطمأنينة وراحة البال.
إن شعوب العالم أجمع قد كلّت أجسادها ونفد صبرها على هذه الأنظمة التي تحكم العالم اليوم. فها نحن نرى كل يوم ثورة هنا أو احتجاجات هناك؛ على سوء الأوضاع والفقر والحرمان تارة وعلى فساد الحكام والمتنفذين واستغلالهم لمناصبهم ثم تجاهل حاجات الشعب تارة ثانية، وعلى الظلم وتكميم الأفواه لمنع انتقاد النظام أو القائمين عليه تارة أخرى؛ فلم تسلم الرأسمالية ولا الديمقراطية ولا الحريات من النقد والتفنيد، ولم يسلم الرؤساء ولا الوزراء ولا القادة والبرلمانيون في أمريكا وفي فرنسا وفي روسيا الآن ومن قبل في دول عديدة متقدمة سواء أكانت غنية أم فقيرة فكلها دول جباية لا رعاية؛ لذا ستبقى الأوضاع رغم كل ما يحدث على ما هي، ولا يجد المحتجون ما يشفي الغليل سوى الاعتقال والتنكيل، وفي أحسن الحالات الاحتيال عليهم بقرارات وتعديلات على القوانين لا تسمن ولا تغني من جوع بل لعلها تزيد الأمر سوءا والمعاناة مرارة!
هذا ما تجنيه الأنظمة الوضعية على شعوبها؛ ادعاءات ثم ادعاءات ثم تضليل واستغلال... وإن الوضع في العالم اليوم ليشبه الوضع في زمن الفتوحات الإسلامية الأولى حيث كانت الشعوب تقف مع الفاتحين طلباً للنجاة من حكامها وقادتها الظالمين. وإن الإنسانية اليوم لهي في حاجة ماسة للنظام الرباني ودولته الراعية التي ستعيد الطمأنينة والراحة للشعوب التي ملت من القهر والاستغلال والظلم، إنه الوقت الذي يحتاج العالم فيه إلى دولة الخلافة لتنقذ العالم من الشقاء في ظل الأنظمة الراهنة وتظلهم بظل أحكام رب العالمين حيث الرعاية والحماية والسهر على راحة الرعية مسلمين وغير مسلمين.
إنها والله مسؤولية المسلمين أن يعيدوا دولتهم؛ دولة الخلافة، ليجدوا الجواب يوم يسألهم ربنا عن شهادتهم على الناس، فيقولوا أخرجناهم من ظلم الإنسان إلى عدالة الإسلام، وأوصلنا لهم الإسلام ناصعا بهيا، ثم تركناهم يختارون إذ لا إكراه في الدين.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسماء الجعبة