- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
جواسيس لـ MI6 أم لـ CIA؟
الخبر:
أوردت صحيفة الثورة الصادرة في صنعاء يوم الثلاثاء 2021/02/09م خبراً بعنوان "الحروب السرية القذرة تتكشف" قالت فيه "بدأت المحكمة الجزائية المتخصصة - وهي محكمة يمنية متخصصة في الجرائم الماسة بالأمن الوطني - في صنعاء أمس الاثنين 8 شباط/فبراير 2021م، محاكمة جواسيس وعملاء تابعين للاستخبارات البريطانية..."، وأضافت الصحيفة... ويعتبر المحلل السياسي والكاتب المتخصص في السياسة البريطانية ديفيد ويرنغ، "أن الحرب على اليمن حرب بريطانيا في المقام الأول" و"أنها ما كانت تبدأ من دون الدور البريطاني فيها".
التعليق:
المتهمون أمام المحكمة هم ستة أشخاص لم تكشف هويتهم، وأنهم كانوا على صلة بالبريطانيين في مطار الغيضة بالمهرة. مقبول أن تكون بريطانيا هي من تشن حربا حقيقية لمنع الحوثيين من إتمام بسط نفوذهم على اليمن وليس أمريكا كما يتبادر إلى ذهن البعض ممن وقعوا تحت تأثير شعار الموت لأمريكا، وأن يكون أعداء الحوثيين هم من يرتبطون بالمخابرات البريطانية MI6 وليس بالمخابرات الأمريكية CIA خصوصاً أن مايكل فيكرز المسؤول المخابراتي في الـCIA قال في 2015/01/21م إن "..للولايات المتحدة علاقات استخباراتية مع جماعة الحوثي التي تسيطر على أجزاء كبيرة من العاصمة اليمنية" في حينها! فالصراع على اليمن بين بريطانيا التي بقي نفوذها السياسي في اليمن بعد رحيلها العسكري عنه وامتد ليشمل كلا الشطرين، عبر من مكنتهم من حكم عدن عند مغادرتها، وإيصالها لعلي صالح في صنعاء، وتخلصت من جميع محاولات أمريكا للحلول مكانها، حتى مجيئها بالحوثيين. فأمريكا إنما أزاحت بهم صالح عميل بريطانيا الذي أعاق توغل نفوذها فقررت قتله. فبريطانيا تعمل لإعاقة سيطرة الحوثيين في اليمن بأي شكل، وهو الدور الحقيقي للحوثيين، أما أمريكا فحليفة لهم.
إن صراع الاستعمار القديم "بريطانيا" والجديد "أمريكا" متجسد في اليمن منذ أن قررت أمريكا مع نهاية الحرب العالمية الثانية القدوم للعالم القديم وترك العزلة وراء المحيط، وطرد الاستعمار القديم من الشرق الأوسط ووراثته فيه، فهل من يعي حقيقة هذا الصراع الاستعماري وأثره البالغ السوء على اليمن؟ وأن الحل ليس الالتصاق بأرجل أحدهما ضد الآخر، ولكن بالعمل على إخراج نفوذ الاستعمارين معاً من اليمن؟ الذي يستطيع فعله ليس سوى دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القريب بزوغ فجرها بإذن الله، فهي وعد الله سبحانه للأمة بالاستخلاف والتمكين، قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ وبشرى رسوله ﷺ القائل: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» فالخليفة راشد ورجال دولة الخلافة على شاكلته.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن