- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
زيارة البابا للعراق – وفكرة حوار الأديان
الخبر:
بثت القناة العراقية الإخبارية والبث المباشر خبر زيارة البابا للعراق خلال الأيام القادمة وزيارته للنجف وإلقاء كلمته من مدينة أور التاريخية والتي فيها مقام إبراهيم، وعنونت "الحرة – واشنطن" عن هذه الزيارة بعبارة (زيارة البابا للعراق.. حديث عن توقيع "وثيقة أخوة إنسانية" مع السيستاني)، وصرح رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن زيارة البابا ستكون سببا في السلام والاستقرار، وقال مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري في تغريدة على تويتر "وصلني أن هناك بعض المعارضين لزيارة البابا إلى عراقنا الحبيب، فأقول إن الانفتاح على الأديان أمر مستحسن وزيارته للعراق مرحب بها"، وأضاف "قلوبنا قبل أبوابنا مفتوحة له.. وأن النجف عاصمة الأديان فمرحبا به كمحب للسلام".
التعليق:
أيها المسلمون: متى كان اليهود والنصارى وساداتهم وحاخاماتهم وباباواتهم محبين للإسلام والمسلمين وراضين عنكم والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾؟! نعم يكون ذلك عندما نتبع دينهم ونرضى لرضاهم ونسير في ركاب مخططاتهم، أليسوا هم من ناصب العداء لدعوة المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه فكذبوه واستهزأوا برسالته وباهلوه، لا بل كذبوا وحرفوا رسالات أنبيائهم؟ وقد استمر عداؤهم عبر التاريخ؛ فمحاكم التفتيش في الأندلس خير شاهد على حقدهم وعدائهم للمسلمين، والحروب الصليبية التي دامت قرونا، هل كانت من أجل السلام؟ والمؤامرات المستمرة لإسقاط دولة الخلافة، واستهداف عقيدة المسلمين عن طريق عملائهم لصنع فرق ضالة كالأحمدية والقاديانية والبهائية مستمرة إلى الآن.
وما زيارة البابا للعراق وإعلانه لزيارة النجف وإلقاء كلمته من مدينة أور التاريخية والتي فيها مقام إبراهيم إلا مؤامرة لتوجيه المسلمين لفكرة معينة وهي أن كل الديانات مصدرها واحد وهو إبراهيم عليه السلام، وأننا جميعنا إخوة ومؤمنون ولا فرق بيننا ولا بين عقائدنا، في حين إن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.
فالحذر الحذر أيها المسلمون مما يكيدون، فالكفر والإيمان لا يلتقيان أبدا، وإن يظهر عليكم الكفار لن يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة، فامتثلوا قول الله تعالى: ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾، فهل تختلف الدماء التي سالت في الحروب الصليبية عن الدماء التي تسيل في بلاد المسلمين على يد أمريكا والغرب الكافر؟! واعلموا أنه لا عصمة لدمائكم إلا في ظل دولة الإسلام؛ دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد الحمداني