- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
انهيار عقار.. أم انهيار حكم؟!
الخبر:
لقي 8 أشخاص على الأقل مصرعهم، وأصيب 29 آخرون، في حادث انهيار عقار جسر السويس المكون من 10 طوابق، في العاصمة المصرية القاهرة. ولا زالت عمليات البحث جارية عن مفقودين تحت الأنقاض.
التعليق:
تطل علينا الأخبار كل يوم بكارثة جديدة في مصر - أرض الكنانة - ناتجة عن الفساد والتسيب وقلة الرعاية فيها. فالرشاوى والمحسوبيات والفساد استشرت في كل قطاعات الدولة. فتنتج مثل هذه الكوارث التي لا يتعدى العمل بعدها بعض تحقيقات صورية هنا أو هناك، ثم يمضي الأمر كما كان بلا محاسبة ولا مساءلة للمسبب الحقيقي لهذه المآسي. فمثلا هذا العقار هناك تجاوزات خطيرة من ناحية عدد الطوابق المخالفة، حيث كان عبارة عن طابقين فقط، لكن المالك رفع عدد الطوابق إلى 10 بشكل مخالف.
وحسب شهادة الشهود من سكان هذا العقار الناجين، فإن السبب الرئيسي في انهياره على سكانه هكذا هو وجود مصنع ملابس بدون ترخيص في الطابقين الأرضي والأول، وقيام صاحب المصنع بتعديل أساسات العقار، ورغم اعتراض السكان على ذلك وإبلاغهم الشرطة إلا أنه لم يتراجع عن الممارسات الخاطئة بتعديل الأساسات حتى تسبب بالكارثة.
وتأتي هذه الكارثة بعد أيام قليلة من حادثة اصطدام قطارين في سوهاج والذي أسفر عن مقتل 32 شخصا وإصابة 108 آخرين. عدا عن انهيار مساكن في مناطق عدة ووقوع ضحايا من السكان الذين يكون معظمهم من الفقراء. ولا زال العالم يتابع حادث جنوح سفينة الشحن العملاقة إيفر غيفين في قناة السويس والتي أصبحت واحدة من أهم الأزمات الدولية في حكم السيسي، وأثارت تساؤلات كثيرة عن جدوى تفريعة قناة السويس، التي كلفت الاقتصاد المصري مليارات الدولارات، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.
ناهيك عن سوء الرعاية الصحية خاصة في ظل جائحة كوفيد-19 (كورونا)، وسوء التعليم والاقتصاد والتجارة وزيارة المديونية والتبعية للغرب. حيث أعلن البنك المركزي ارتفاع حجم الدين الخارجي المستحق على مصر إلى نحو 112.67 مليار دولار، ليقفز بنسبة تصل إلى 145%، مما كان عليه عند وصول السيسي إلى الحكم، حيث لم يكن يتجاوز 46 مليار دولار. ويأتي هذه كله وغيره من تفريط في الأرض والثروات والمياه بعد أن أمطر السيسي المصريين بالوعود على مدار 7 سنوات من حكمه حتى الآن بالرخاء وسعة العيش، وبأن تصبح مصر "قدّ الدنيا" حسب قوله. والنتيجة هو ما نراه في حال مصر وأهل مصر من سوء حال، متغافلا حديث رسول الله ﷺ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» رواه مسلم.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسلمة الشامي (أم صهيب)