- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
النص الشرعي يعلو ولا يُعلى عليه يا مجمع الفقه
الخبر:
أكد د. عبد الرحيم آدم محمد رئيس مجمع الفقه الإسلامي أن المجمع يأخذ بالحساب الفلكي في نفي رؤية الهلال لا في الإثبات، إذا الفلك قال إن رؤية الهلال مستحيلة في يوم ما فهذه حجة. وأضاف: "إذا جاء شخص وقال رأيت الهلال في ذلك اليوم ترد شهادته"، وقال: "نحن لا نقبل شهادة يكذبها واقع الحال". (سودان برس).
التعليق:
أود أن أعلق على هذا التصريح من زوايا عديدة منها:
أولا: إن النص الشرعي في أمر الصوم أو الفطر صريح وواضح ولا يحتاج إلى اجتهاد، وقد علق كل أمر الصوم والفطر على رؤية الهلال، أو إكمال شهر شعبان ثلاثين يوماً. أما القول بأن نأخذ بالحساب الفلكي في النفي وليس في الإثبات، فهو محاولة للتحايل على النصوص الشرعية المتعلقة بالرؤية.
ثانياً: معلوم أن الإحساس بوجود الشيء أمر قطعي عقلاً وكل المعارف في الدنيا مبنية على الإحساس، بما فيها إدراك أن هنالك شيئا اسمه مجمع الفقه، أما النظريات العلمية فمعلوم أنها كلها ظنية وتثبت صحتها من عدمها بمطابقتها للواقع أو عدم المطابقة. وليس أدل على ذلك من اختلاف علماء الفلك أنفسهم في تحديد موعد ميلاد الهلال، فكيف يكون الأمر مقلوباً عند مجمع الفقه أن جعل الظني أساساً والقطعي تبعا له.
ثالثاً: أن ترد شهادة الشاهد دراية إنما تكون إذا كان الأمر غير معقول، كأن يأتي شخص يوم الثامن والعشرين من شعبان أو الثامن والعشرين من رمضان ويقول رأيت الهلال. أما إن كان الأمر في نهاية الشهر، وهو تسع وعشرون يوماً كما قال النبي ﷺ: «الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ»، فإن الشرع جعل له ضوابط شرعية كأن يكون الشاهد عاقلاً، عدلاً، وما إلى ذلك من الضوابط التي نص عليها الشرع.
رابعاً: إن النص الشرعي يعلو ولا يُعلى عليه، ويؤخذ به حتى في ما لا يدركه العقل، كما هو الحال في الاعتقاد بالغيبيات كالجن، والملائكة، والجنة، والنار، وغيرها، أما العلوم والمعارف فإنما تكون تبعاً للنصوص، ويمكن الاستفادة منها في هذا الإطار، فمثلا يمكن أن يقول الحساب الفلكي إن الهلال سيظهر في الساعة كذا في مكان كذا، وحينها يمكن أن يأخذ الناس بهذه المعلومة للمساعدة في رؤية الهلال دون أن تعتبر هي الأساس، أن هنالك رؤية أو لا توجد رؤية.
إن مثل هذه الآراء ساعدت في تشرذم المسلمين وتشتتهم وإبقائهم على ما هم عليه من حال بائسة.
وأخيراً نسأل الله سبحانه أن يحل علينا شهر رمضان في العام القادم والمسلمون يوحدون يوم صومهم ويوم فطرهم، وذلك باعتماد الرؤية الشرعية وذلك بأمر من خليفة المسلمين، وليس ذلك على الله بعزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس حسب الله النور – ولاية السودان