الجمعة، 29 ربيع الثاني 1446هـ| 2024/11/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أمريكا والملف النووي الإيراني

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أمريكا والملف النووي الإيراني

 

 

 

الخبر:

 

نشر موقع أكسيوس بتاريخ 2021/4/21 عن مسؤول أمريكي حول تعمق الخلاف بين الإدارة الأمريكية وكيان يهود بشأن الملف النووي الإيراني.

 

التعليق:

 

ليس من الصعب إدراك أن أمريكا ومنذ نشوء البرنامج النووي الإيراني قد سعت بكل ما لديها من نفوذ وأحابيل لتمكن إيران من الوصول ببرنامجها النووي إلى مستوى يمكنها من تحقيق توازن استراتيجي في منطقة الشرق الأوسط، حيث كانت دولة يهود هي الوحيدة التي لديها برنامج نووي يمكنها من إحراز التفوق النوعي على أي من دول المنطقة. وطالما عملت أمريكا على عدم السماح للملف النووي الإيراني أن ينتقل إلى مجلس الأمن للحيلولة دون إصدار قرار من مجلس الأمن يصبح عبئا على أمريكا وإيران الدائرة في فلكها. وقد علق كاتب من كيان يهود في مقالة نشرت في صحيفة "إسرائيل اليوم" بتاريخ 4/18 على علاقة أمريكا بإيران خاصة في المجال النووي بقوله "واليوم يوشك بايدن أن يبرم صفقة نووية رهيبة مع إيران تهدد بالإطاحة بالمنطقة كلها، من خلال محاولاتهما إحياء الاتفاق النووي لسنة 2015". وحول الهجوم الأخير الذي استهدف منشأة نطنز النووية في إيران والذي ألمحت دولة يهود إلى علاقتها به دون تصريح، فقد استاءت إدارة بايدن من هذه التصريحات حسب ما ورد في تقرير من البيت الأبيض مفاده "أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغت كيان يهود أنها "تشعر بعدم الارتياح" جراء التلميحات المتعلقة بمسؤوليتها عن التفجير الذي استهدف منشأة نطنز النووية الإيرانية". وكان وزير الدفاع الأمريكي قد زار دولة يهود يوم 11 نيسان، حيث نقلت قناة بي بي سي تأكيد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن التزام أمريكا الكامل بأمن دولة يهود ما يعني أن دولة يهود ليست هي المسؤولة عن أمنها خاصة فيما يتعلق بإيران، فعليهم أن يكفوا عن أي محاولات لضرب المقدرات النووية الإيرانية، وأمريكا هي التي تحفظ أمنهم. وشدد وزير الدفاع الأمريكي على ضرورة تعاون أمريكا وكيان يهود معا "لتعزيز قواتنا الدفاعية في المنطقة".

 

وفي أعقاب الهجوم على منشأة نطنز، أوردت الجزيرة في خبر عاجل، عن مسؤولين في كيان يهود بأن تل أبيب ترى أن واشنطن لم تراع بالقدر الكافي مخاوف كيانهم بشأن إيران، وأن "واشنطن انتقدت عدم إبلاغ تل أبيب لها بكل تفاصيل عملياتها ضد ايران".

 

فلماذا تريد أمريكا لإيران أن تصبح دولة نووية ولو بشكل محدود؟ ولماذا ترفض دولة يهود هذا التوجه الأمريكي وتسعى لإفشاله ولو بالقوة؟

الواقع أن أمريكا كانت قد اعتبرت إيران ركنا مهما في سياستها في الشرق الأوسط منذ أن تمكنت من خلع الشاه والمجيء بالخميني. فإبان الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي كانت إيران خط دفاع أول أمام الاتحاد السوفيتي يحول بينه وبين الوصول إلى منابع النفط في الخليج خاصة بعد سحب بريطانيا لقواتها العسكرية من منطقة الخليج عام 1971. والثاني أن إيران أصبحت المهيمن على منطقة الخليج ودويلاتها ما جعلها تسير ضمن سياسة أمريكا ومصالحها خاصة تلك المتعلقة بالنفط. أما المحور وهو مجال البحث هنا، فهو متعلق بالتوازن الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط. فمن وجهة النظر الأمريكية فإن التوازن يبقى مختلا ما دامت دولة يهود هي الأقوى نوعيا بامتلاكها سلاحا نوويا ولو بشكل محدود. فكان لا بد لحصول التوازن الاستراتيجي أن تمكن أمريكا حليفا آخر لها بالإضافة لدولة يهود من امتلاك قوة نووية موازية ومعادلة لقوة دولة يهود. ورأت أمريكا أن إيران هي الدولة الأنسب لهذه الغاية لاعتبارات سياسية، ودينية، وعرقية، وجغرافية.

 

أما الذي يقلق دولة يهود من سياسة أمريكا هذه فهي تماما ما عبر عنه الكاتب آفي بارئيلي في مقاله إنه "يجب ألا تغوص (إسرائيل) في وعي المحمية، كما أوصى به البعض في مؤسستها الأمنية، لأننا تعلمنا من تجربتنا التاريخية أن الولايات المتحدة قادرة على إلقاء ثقلها على قوة إقليمية مثل كيان يهود، على أمل أن تحقق الاستقرار في الشرق الأوسط، رغم أن ذلك قد يضيق هامش المناورة أمامنا". فدولة يهود لا تطمئن لأمريكا، وتريد أن تبقى قادرة على حماية ذاتها بقوتها هي ودون أن تكون محمية من أمريكا. وبالتالي هي ترى أنه يجب ألا تملك أي دولة في المنطقة قوة نوعية قد توازي أو تتفوق عليها.

 

والحقيقة أن أمن دولة يهود واستمرار وجودها مرتبط بشيء واحد فقط لا غير وهو عدم وجود كيان مخلص واحد في المنطقة، يستمد وجوده من عقيدة الأمة ونظامها، ويعمل على بناء قوته وطاقته بذاته. وعند وجود مثل هذا الكيان والذي يتمثل بالخلافة فلن يحمي دولة يهود لا أمريكا وحلفاؤها ولا قوتها النووية ولا أية قوة في الدنيا، فحتى الشجر والحجر في المنطقة سيكونون وبالا عليهم ومعاول تتبر ما علوا تتبيرا.

 

﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد جيلاني

آخر تعديل علىالإثنين, 26 نيسان/ابريل 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع