- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الأمة مليئة بالكفاءات وبحاجة إلى من يستثمرها لصالح البشرية
الخبر:
قبل أيام بدأت وكالة ناسا الأمريكية للفضاء التأريخ لعهد جديد، مع نجاحها في قيادة طائرة مروحية مصغرة فوق سطح كوكب المريخ، وهي أول رحلة لطائرة تعمل بالطاقة الكهربائية، ويتم التحكم بها من كوكب آخر يبعد عنها بحوالي 225 مليون كيلومتر. ساهم المهندس لؤي البسيوني - الذي نشأ وترعرع في قطاع غزة، قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة للدراسة الجامعية - في إتمام هذا الإنجاز العلمي الكبير، حيث لعب البسيوني الدور الرئيسي ضمن فريق تصميم الطائرة المروحية، خاصة فيما يتعلق بمواد الرصاص الكهربائي والألياف الكربونية التي تدخل في صناعة هيكل الطائرة، ولعب الدور الرئيسي في تصميم المحرك ومحرك الخادم، وواجهة الكهرباء والأسلاك، وساعد في خوارزمية العاكس التي تتحكم في المحرك داخل المروحية عن بعد. (الجزيرة نت).
في السياق نفسه فاز فريق من طلبة باكستانيين من معهد غلام إسحاق خان الشهير لعلوم الهندسة والتكنولوجيا على معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وستانفورد في الملاحة الجوية والفضائية، وتفوقوا على أقرانهم في المعهدين. كما أشادت سفارة الولايات المتحدة في إسلام أباد بالطلاب "لتفوقهم على معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وستانفورد" وكان ذلك في مسابقة تصميم الطائرات والبناء والطيران.
التّعليق:
تابع العالم أخبار المروحية التي أطلقتها وكالة ناسا للفضاء على سطح المريخ، وقد اعتبرت الوكالة هذا الإنجاز بالكبير في مشروع ناسا للمريخ، وسرعان ما تبيّن أن العقل المخترع لهذه المروحية هو أحد أبناء الأمة الإسلامية، ومن المنطقة التي تحتلها دولة يهود، الدولة التي ترعاها أمريكا وتمدها بالسلاح الفتاك الذي يستخدم ضد أهل هذا المخترع نفسه. هذه المفارقات ليست جديدة علينا، فلطالما قدم المسلمون آلاف الصنائع للغرب، وقابلها الغرب بالنكران، بل وبالقتل، كما تفعل أمريكا بالأمة وأبنائها الذين يقومون على الصناعة والتكنولوجيا والهندسة والطب... في مختلف مؤسسات العالم الغربي وعلى رأسه أمريكا.
إنّ الحضارة الإسلامية وما انبثق عنها من مدنية، واختراعات علمية وتكنولوجية، هي صاحبة الفضل الأكبر على البشرية، فالحضارة الإسلامية التي تقوم على عقيدة صحيحة وأحكام ربانية، تنهض بالإنسان وترتقي به، وتخرجه من ظلمات المبادئ البشرية التي أشقته، إلى نور الإسلام ورفعته، وكان من أثر ذلك التطور العلمي والتكنولوجي، في ظل مدنية عريقة، وفي هذا قال العالم الفيزيائي الفرنسي بيير كوري الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء في عام 1903م: "لقد تمكنّا من تقسيم الذرّة بالاستعانة بـ30 كتابا بقيت لنا من الحضارة الأندلسية، ولو أتيحت لنا فرصة مطالعة المئات والآلاف من كتب المسلمين التي أُحرقت لكُنّا اليوم نتنقل بين المجرات الفضائية".
إن البلاد الإسلامية بما لديها من فكر راقٍ وطاقات وخبرات بشرية لا تحتاج للغرب في شيء، سوى أن يكف شره عن المسلمين وعن العالم وأن يدخل في دين الله حتى يتمكن من اللحاق بركب تقدمه، فالحقيقة هي أن الغرب هو الذي يحتاج إلى الأمة الإسلامية ومقدراتها كما هو حاصل اليوم ومنذ ردح من الزمن، فكما يعتمد الغرب على ثروات الأمة الطبيعية، هو أيضا بأمس الحاجة إلى عقول المسلمين وإبداعاتهم، والمهندس لؤي البسيوني وفريق الطلاب من معهد غلام إسحاق خان، مثالان من بين ملايين الأمثلة. يتلخص هذا في المفاجأة التي كانت تنتظر عدو رسول الله ماكرون خلال زيارته لأحد المراكز الطبية في مدينة مرسيليا جنوب فرنسا، فعندما سأل الأطباء في مختبرات المركز عن المنطقة التي ينحدر منها كل واحد منهم، صعق بإجابات أغلب الخبراء: "أنا من الجزائر"، "أنا كذلك"، "أنا من تونس"، "وأنا من لبنان".
لقد تكشّف للقاصي والداني قدرات الأمة ومقدراتها، وهي لا تحتاج إلا للدولة التي توظفها لمصلحة الأمة والبشرية جمعاء، لذلك كان العمل لإيجاد دولة الخلافة على منهاج النبوة هو خير الأعمال، وأعظم من أي اختراع مدني، فبالخلافة وحدها يتم توظيف هذه المقدرات لبناء دولة إسلامية تغزو الفضاء وترضي ربها وتسعد البشر وتجعل حياتهم حياة رغيدة، آمنة ومطمئنة، فإلى خير العمل هذا يجب أن تنصب الجهود حتى لا تضيع مقدرات المسلمين سدى أو يستمر توظيفها لصالح الحضارات التي أشقت الإنسانية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – ولاية باكستان