- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لبنان كيان فاشل منذ صنعته فرنسا وتحكّم به الغرب
الخبر:
في 21/4/2021 ذكرت وكالة الأنباء المركزية حول الأزمة في لبنان تصريحا لنائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي: "ما بدهم حكومة وانتهى الموضوع والحل باستلام الجيش كل السلطات وإلّا الانهيار الكبير.. وإرسال رئيس الجمهورية إلى البيت".
التعليق:
الأزمة في لبنان تتفاقم يوماً بعد يوم وعلى أكثر من صعيد، خاصةً السياسي إذ لا اتفاق بين الكتل السياسية على تشكيل حكومة منذ 6 أشهر، وعلى الصعيد الاقتصادي أيضا فالأزمة تشتد حيث انهارت العملة والغلاء الفاحش يزداد بالرغم من عدم انخفاض الليرة أمام الدولار منذ قرابة الشهرين، وأصبح معدل دخل الفرد في لبنان 50 دولارا في الشهر، كما انعدمت بعض المواد الأساسية من الأسواق كحليب الأطفال وبعض الأدوية، كما أن بعض رموز السلطة صرحوا بأن الدعم سيرفع عن النفط والأدوية والخبز بعد عيد الفطر، وبالتالي فإن الأزمة ستصل بالتأكيد إلى مرحلة الانفجار الشعبي بوجه السلطة وكافة مكوناتها، وإزاء ذلك، وُضع لبنان أمام خيارين أحلاهما مر؛ إما الانهيار الكامل والحرب الأهلية وتقسيم البلد إلى كانتونات طائفية ضد بعضها، وهذا مستبعد لأن أمريكا وأذنابها في السلطة الذين يطبقون على الحكم يمنعون ذلك، وإما استلام الجيش بحيث يعلق الدستور ويحكم البلد مجلس عسكري لفترة انتقالية ريثما يستتب الوضع، وفي هذه الحالة طبعاً بمتابعة وتوجيهات من السفارات الغربية وبالتحديد السفارة الأمريكية، بحيث يتحسن الوضع الاقتصادي بعد الدعم الخارجي واستعادة بعض الأموال المنهوبة من رموز السلطة، فهل تسير الترتيبات الدولية والإقليمية بهذا الاتجاه خاصة في المفاوضات بين إيران وأمريكا؟ بالطبع قد يكون هذا هو الخيار الأخير أمام أمريكا لإبقاء إحكام السيطرة على السلطة، لا سيما في مواجهة الضغوط الخارجية الأوروبية التي تحاول السير بالحل بما لا ينسجم مع مشروع أمريكا المستمر بقوة في لبنان منذ أواسط السبعينات.
وهنا نوجه خطابنا لأهل لبنان كافة، إنَّ تبعية رموز السلطة للبلاد الغربية بشكل مباشر أو من خلال دول إقليمية يعقد الأمور، ويجعل أي علاج يراعي مصالح تلك الدول الساعية لتحقيق سلام مع كيان يهود، والسيطرة على ثروات لبنان الهائلة المكتشفة في بره وبحره من نفط وغاز، ولا يراعي مصلحة أهل لبنان، كما أن استلام الجيش الحكم قد يكون باباً لاستخدام القوة ضد أي حراك شعبي يخالف توجيهات السفارات الغربية، وبخاصة الأمريكية.
ونختم إن أزمة لبنان لن تحل بشكل جذري إلا بزوال هذا الكيان الفاشل - بإقرار صانعته فرنسا بل وقناعة الداخل والخارج - وإعادته لأصله جزءا من أمة الإسلام في ظل حكم شرع الله عز وجل وخلافة على منهاج النبوة توحد بلاد المسلمين وترعى شؤون الناس بغض النظر عن طوائفهم ومذاهبهم، وإن ذلك لكائن ونسأل الله أن يجعله قريباً.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الشيخ د. محمد إبراهيم
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان