- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
تحدي رجال فلسطين لقوات كيان يهود
(مترجم)
الخبر:
انتشرت هذا الأسبوع في القدس في فلسطين المحتلة، الصورة المثيرة للإعجاب والتي تجسد قوة وشجاعة رجل من أهل فلسطين يقف وسط قنبلة غاز مسيل للدموع ألقاها جيش كيان يهود. (2021/04/25م)
التعليق:
رجال دون تدريب رسمي في جيش أو استراتيجية أو تنظير أو نياشين.
كل ما يتسلحون به هو الحب والاعتقاد بضرورة الدفاع عن فلسطين وبخاصة القدس وصد المحتلين وعدم الاستسلام لهم، رغم الظروف الموضحة في الصورة أعلاه، فإن الغاز المسيل للدموع لن يكون قادرا على إسكاتهم وإخافتهم.
وقد أجبر هذا الموقف جيش كيان يهود على إزالة الحواجز حتى يتمكن المصلون من جميع أنحاء الضفة الغربية وليس سكان القدس فقط من الصلاة في المسجد الأقصى. واندلعت الاشتباكات عندما أقدم جنود من كيان يهود على ضرب المتظاهرين في مشاهد التُقط العديد منها بالفيديو، لكن الرجال والنساء رفضوا التراجع وتقبُّل عدم قدرتهم على المجيء للعبادة في رمضان هذا العام في أولى القبلتين.
اشتعلت شرارة أمل وإلهام عبر وسائل التواصل عندما أظهر الفتيان والشبان إرادتهم الشرسة لمقاومة الجنود وأسلحتهم للوقوف إلى جانب الأقصى الأسير.
فماذا نقول عن القادة والجنرالات والعقداء والجنود الذين تتراوح مدة تدريبهم وتعليمهم العسكري من 4 إلى 22 عاماً في الخدمة للوصول إلى رتب وألقاب مرموقة بالمقارنة مع هؤلاء الفتيان والرجال الذين تصدوا بحزم وتصميم دون أن تضارهم مؤسساتهم التي يتبعون لها أو "البروتوكول الدولي".
أتذكر اقتباساً قديما ولكنه دقيق ويصلح لوصف الحال اليوم:
قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، الدكتور أنور محمد قرقاش، إن "المواقف الغامضة والمتناقضة لباكستان وتركيا هي دليل قاطع على أن الأمن العربي - من ليبيا إلى اليمن - ليس مسؤولية أية دولة سوى الدول العربية". (الفجر، 2015)
لا يزال حكام الدول العربية المجاورة بمعزل عن التنديد بالانتفاضات التي هبت هذا الأسبوع لمقاومة إغلاق الأقصى أمام المصلين، ناهيك عن حشد جيوشهم لتحرير الأرض المباركة فلسطين مرة واحدة وإلى الأبد، وتطهيرها من دنس المحتلين. وحتى أبعد من ذلك، فإن تركيا وباكستان تقيدان نفسَيهما بحدود الدولة المصطنعة التي تبقي جيوشهما في حالة غيبوبة.
إن ما يرغب المرابطون في مواجهته والعقبات التي يواجهونها للتأكد من عدم تسليم الأقصى للمحتلين هو مثال على استقامتهم وتفوقهم في مقابل التخلي والصمت المطبق لمن يمتلك القوة الحقيقية والمعدات. ما فائدة تدريبهم دون استخدامهم لتحرير الأقصى الأسير؟ ما فائدة قسمهم أمام القادة في ظل إصابة الجنود بالشلل أمام اعتداء كيان يهود على إخوانهم وأخواتهم المسلمين في فلسطين؟ لكن هذا كله سيكون شاهداً عليهم أمام الأمة ويوم القيامة لتخليهم عن المسلمين.
ثم قام كيان يهود بإزالة الحواجز عن الأقصى، وبدلاً من ذلك ضيق مساحة الصيد على صيادي الأسماك في غزة، ما أدى إلى تقييد سبل عيشهم المخنوقة أصلا. إنه يُصر على استعراض عضلاته للدول العربية فيما تلك الدول تقف موقف المتفرج بدلاً من ذلك، تذكير صادق لمن يتمتعون بالرتب والسلطة والقوة، بالارتقاء إلى مكانتهم، والوفاء بيمينهم، ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً﴾.
خذوا درساً من الضعفاء، الذين يقاومون بأقل ما لديهم الذي هو أغلى ما لديهم مع نكران الذات: كلماتهم وتعريض أجسادهم للخطر.
تذكير آخر للقادرين وكبار الضباط، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِماً أَوْ مَظْلُوماً». فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟ قال النبي ﷺ: «تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ، فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ» صحيح البخاري
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منال بدر