- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
قيودٌ إلكترونية عالمية.. واعتقالات ومحاكمات محلية
الخبر:
شكوى فلسطينية في الأمم المتحدة ضد القيود والضغوط المتزايدة التي تفرضها إدارات منصات التواصل على المحتوى الفلسطيني على منصات التواصل الإلكتروني.
التعليق:
في تقرير لقناة الجزيرة عرضت فيه خطاباً وتغريدة لرشيدة طليب النائبة في الكونغرس الأمريكي من أصول فلسطينية تحدثت فيها عن شكوى فلسطينية من القيود والضغوط التي تفرضها منصات التواصل من فيسبوك وتويتر وإنستغرام وتيك توك على المحتوى الفلسطيني خاصة خلال الحرب الأخيرة على غزة وما يحصل في القدس والشيخ جراح؛ وذلك بحذف وحظر منشورات أو حسابات لأشخاص أو مؤسسات بحجة الإساءة والعنف والإرهاب، وعدم التقيد بتعليمات وقواعد النشر.
نعلم أن الحرب الإعلامية بمختلف أسلحتها خاصة وسائل التواصل الإلكتروني قد فرضت وبقوة وجودها ونجاعتها خلال السنوات الماضية، سواء كما ذكرنا من خلال إدارات تلك المواقع المحابية لكيان يهود على حساب فلسطين وأهلها ومقدساتها، أو داخل فلسطين المحتلة حيث أنشأ الاحتلال وحدة إلكترونية خاصة لمتابعة كل ما ينشره الفلسطينيون على مواقع التواصل خاصة موقع فيسبوك الذي صنَّف بعض العبارات التي يستخدمها الفلسطينيون بشكل اعتيادي مثل كلمات نعي الشهداء، أو وضع صور لهم أو ذكر مناقبهم على أنها تحريض، يستوجب الاعتقال والمحاكمة. حيث تكون لائحة الاتهام عند النيابة العسكرية متضمنة العشرات من الأوراق التي قامت بطباعتها عن صفحته الشخصية، وتدعي بأنها عبارات تحريضية ودليل على استعداد هذا الشخص للمساس بأمن الاحتلال وتطالب المحكمة بإصدار عقوبة قاسية بحقه لأنه يشكل خطراً على أمنهم!
إن ازدواجية التعامل سواء من إدارات منصات التواصل أو من كيان يهود أمر واقع وليس بالجديد، ولكنه كان أكثر وضوحاً في الأحداث الأخيرة في فلسطين المحتلة من البحر إلى النهر. ولكن ماذا بالنسبة لازدواجية التعامل من سلطة دايتون حول ما يُنشر في منصات التواصل في فلسطين؟! ماذا بالنسبة لملاحقة الأفراد على ما ينشرونه فيها أو يقولونه أو حتى يفكرون فيه إذا كان فيه انتقاد لممارسات السلطة، أو حتى رأيهم بما يحصل، بما لا يوفق سياسة التخاذل والاستسلام والتنسيق الأمني؟! فهناك العديد من المعتقلين في سجون أريحا على خلفية منشورات لهم على فيسبوك، ومنهم من يتعرض للضرب والإهانة على يد المحققين.
وفي الأيام السابقة أقام رجال السلطة الدنيا لأنهم اشتبهوا أن شابا شتم أبا عمار في مسيرة، وهناك من يقدح في الذات الإلهية ويسب رب العزة جل جلاله، ولم نر تلك الحمية في الدفاع عن الله ورسوله! فعن أي ازدواجية يتكلمون وهم من يمارسونها ويطبقونها بكل صلافة وفساد وتجبر؟! فهم مثل الاحتلال وليس بأفضل منه بل هم أصبحوا يده التي يبطش بها، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسلمة الشامي (أم صهيب)