- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
اجتماع أردوغان إلكترونيا مع 26 شركة أمريكية
(مترجم)
الخبر:
قبل أول اجتماع مباشر له مع الرئيس الأمريكي بايدن، عقد الرئيس أردوغان اجتماعا مع المديرين التنفيذيين للشركات الأمريكية الكبرى. وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن كبار المديرين التنفيذيين لنحو 20 شركة، بما في ذلك بوينغ وأمازون ومايكروسوفت وكيلوج وبيبسيكو وسيسكو وبروكتر آند جامبل وجونسون آند جونسون، شاركوا في الاجتماع. (دي دبليو).
التعليق:
خلال حكومة حزب العدالة والتنمية تحت قيادة أردوغان، تواجه تركيا أوقاتا مقلقة اقتصاديا لأسباب منها الفساد والاقتراض الخارجي. 20٪ من الضرائب، التي تم تحصيلها خلال ما يقرب من عشرين عاما من فترة الحكم، ذهبت إلى مدفوعات الربا. وفي عام 2020، تم دفع ما مجموعه 590 مليار دولار لدفع الربا. وأرقام عام 2021 أعلى من ذلك بكثير. ولم يتسن تقديم إجابة واضحة على السؤال عن أين ومن أنفق 128 مليار دولار من احتياطيات البنك المركزي، التي شغلت جدول أعمال الرأي العام التركي لفترة طويلة.
وفي حين يحاول أردوغان استعادة الاقتصاد من أجل الفوز في انتخابات عام 2023، فإنه من ناحية أخرى، وبكل قوته، مشغول بالوفاء بمطالب أسياده الاستعماريين. ولهذا الغرض، أجرى مكالمة هاتفية عبر الهاتف لمدة ساعتين مع كبار المديرين التنفيذيين في 20 شركة أمريكية. وفي أعقاب هذه الاجتماعات، صرح بأنه يريد زيادة حجم التجارة بين أمريكا وتركيا إلى 100 مليار دولار. ومع ذلك، كان قد حدد أيضا هدفا بقيمة 100 مليار دولار لحجم التجارة بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا في اجتماعه مع ترامب في عام 2017. وفي عام 2019، بلغ هذا الرقم حوالي 20 مليار دولار في مجموعه. وبلغت قيمة صادرات تركيا إلى أمريكا حوالي 8.9 مليار دولار.
لذلك فإن هذه اللقاءات والمطالب التي قدمها أردوغان مع الشركات الأمريكية ليست جديدة. هذه هي الكلمات التي قيلت من قبل في عهد ترامب. ويمكننا أن نقول ما يلي عن هذا الاجتماع.
1. إلى جانب اهتمام أمريكا، التي هي البلد الاستعماري رقم واحد في العالم، وشركاتها لا تفكر في أي شيء آخر، وبأي حال من الأحوال فإن الاستثمارات التي يقومون بها في تركيا ستحقق مصالحهم الخاصة بدلا من مصالح المسلمين. ومن المؤكد أن ذلك سيضر باقتصاد البلاد، ولن يفيد. يأتون إلى هنا لكسب المال واستغلاله، وإذا استثمروا دولارا، فإنهم لا يترددون في استخراجه عدة مرات أكثر.
2. في هذا الاجتماع عبر الإنترنت الذي عقده أردوغان، شاركت شركات مثل نتفليكس، التي تروج وتنشر جميع أنواع الخطيئة، أيضا. وليس لهذه الشركات أي غرض آخر سوى نشر الفساد والفجور والبغاء في البلاد الإسلامية. فمن ناحية، فإنهم يحرفون الناس الذين يعيشون في هذه البلاد، ومن ناحية أخرى، يضيفون مليارات الدولارات إلى ثرواتهم. وهي لا تسهم في الاقتصاد الوطني بأي شكل من الأشكال.
3. وبذكره أن "بيان بايدن بشأن أحداث عام 1915 قد وضع عبئا إضافيا على علاقاتنا، ولكنني أعتقد أن الاجتماع الذي سنعقده في 14 حزيران/يونيو في قمة حلف شمال الأطلسي سيكون علامة على حقبة جديدة" فيما يتعلق بهذا الاجتماع، أشار أردوغان إلى أنه سيشكل أساسا لاجتماعه وجها لوجه مع بايدن في بروكسل. وقد أظهر أنه مستعد للوفاء بمطالب الشركات الأمريكية وتقديم كافة أنواع التضحيات من أجل ذلك.
4. وفي حديثه في الاجتماع الإلكتروني قال "إنهم لم يتخلوا أبدا عن برنامجهم الإصلاحي منذ 19 عاما، واستجابة للظروف والمتطلبات المتغيرة باستمرار، يواصلون عملية الإصلاح في الاقتصاد والقانون والعدالة بطريقة حازمة"، وقد أظهر أردوغان بوضوح أنه بذل كل جهد ممكن لإرضاء أسياده الاستعماريين وسيواصل القيام بذلك. لأن سبب وجود حكام المسلمين مثل أردوغان هو الانصياع لأسيادهم دون قيد أو شرط وتلبية مطالبهم.
ونتيجة لذلك، وبغض النظر عن وجهة النظر، فإن هذه الاجتماعات التي عقدها أردوغان مع المديرين التنفيذيين للشركات الأمريكية كانت فقط لتحقيق مصالح المستعمرين. وهذا لا يفيد تركيا والشعب التركي. فضلا عن ذلك فإن أمريكا دولة استعمارية أعلنت الحرب علنا على الإسلام والمسلمين، ولا يجوز اعتبارها وأمثالها أصدقاء.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لمركزي لحزب التحرير
محمد حنفي يغمور