الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بريطانيا في عهد جونسون بين الأمل لمكانتها وحقيقة واقعها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بريطانيا في عهد جونسون بين الأمل لمكانتها وحقيقة واقعها

 


الخبر:


بدأت بريطانيا مراجعة شاملة في عهد جونسون في أوائل 2020 حيث قال رئيس الوزراء البريطاني: "إن رؤيتي للمملكة المتحدة في عام 2030 تضع طموحات كبيرة لما يمكن أن ينجزه هذا البلد. أثبت الاتحاد بين إنجلترا واسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية أهمية مرة تلو الأخرى...".


التعليق:


تحدثت الوثيقة عن القيادة البريطانية سنة 2021 حيث ورد فيها "سيشهد عام 2021 ريادة القيادة البريطانية وتحديد شكل الالتزامات البريطانية خلال العقد المقبل عبر ترؤسنا مجموعة الدول السبع وقمة كورنوال والشراكة العالمية من أجل التعليم..."، ثم قدمت الورقة مواطن القوة في بريطانيا نذكر أهم ما ورد فيها:


1- الدولة الثانية في الناتو من حيث الإنفاق على الدفاع والأولى أوروبيا.
2- الدولة الرابعة عالميا من حيث مؤشرات الابتكار العالمي.
3- 115 في المئة من كافة الشركات العالمية المدرجة في البورصات الأجنبية مدرجة في سوق لندن للأوراق المالية.
4- القوة الثالثة في القوة الناعمة عالميا.
5- خامس أكبر اقتصاد في العالم.
6- ثالث أهم وجهة للاستثمار في التكنولوجيا الخاصة متقدمة على أوروبا.
7- ثالث أقوى دولة سيبرانية في العالم وتشمل الشبكة السيبرانية 122 دولة في ست قارات.


بعيدا عن مدى دقة وصحة ما ذكر في الورقة التي غفلت عن أهم مرتكزات القوة العالمية والريادة العالمية وهي القوة المبدئية والقاعدة الفكرية للدولة مطبقة في الداخل ومحمولة للخارج وفق طريقة من فكرتها في ظل سقوط المبدأ الرأسمالي كفكرة ومبدأ وتخلي الدول عنه تحت ذريعة مصالح الكيان المزعومة على حساب الفكرة، وفي ظل عجز المبدأ الرأسمالي المأزوم أصلا عن إيجاد حلول لمشاكل العالم... فبريطانيا صحيح أنها دولة رأسمالية لها مدرستها الخاصة بها ولكنها شأنها شأن بقية الدول وأدت المبدأ وعطلت حمله خارجيا.


ومن أهم مرتكزات القوة العالمية هي القوة السياسية ورجل الدولة، وفي ظل أقزام أمثال جونسون ومن قبله رؤساء وزراء سابقون ضعاف فقدت التربة لإنتاج رجال دولة.


هب أن مواطن القوة التي ذكرها صحيحة فهي إن لم تكن في يد عقلية سياسية قادرة على توظيفها سياسيا بما يخدم فكرة البقاء العالمي فضلا عن الريادة العالمية، فستكون سكاكين في خاصرة الكيان وعوامل هدم لا بناء.


إن ما غاب عن عقلية جونسون وأمثاله أن زمن الريادة البريطانية قد ولى إلى غير رجعة ولن تعود عقارب الساعة للخلف في ظل غياب أهم مرتكزات القوة العالمية وفي ظل البلطجة الدولية بالبقاء للأقوى، فما هي هذه المواطن أمام مقدرات الدولة الأولى عالميا أو الدول الصاعدة في ظل تراجع القوة البريطانية؟


إن حالة التيه في بريطانيا حاليا تجعل من الصعب عليها الخروج منها ولو كتبت مئات المقالات والمذكرات طالما أنها فقدت أهم مرتكزات القوة العالمية ومع غلبة مفهوم البقاء للأقوى.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان

 

آخر تعديل علىالأحد, 20 حزيران/يونيو 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع