- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
كارثة العراق.. وسوء الرعاية المتكرر
الخبر:
لم ينس العراقيون بعد مشهد فاجعة مستشفى ابن الخطيب في بغداد، قبل أشهر، حتى جاءتهم فاجعة أخرى مشابهة، هزت البلاد بجسامتها.
ألسنة اللهب ذاتها تطل لتطارد مرضى فيروس كورونا المحتمين في مستشفى الحسين للعزل بمحافظة ذي قار، لتخلف عشرات القتلى الذين قضوا حرقا داخل المستشفى، نتيجة انفجار 3 أسطوانات أوكسجين، من بينهم كودار طبية وعناصر أمن. (سكاي نيوز عربية، 2021/07/13)
التعليق:
حوادث متكررة هنا وهناك في بلاد المسلمين، وقد تكون بشكل يومي بين أعداد بسيطة من قتل أبرياء أو جرائم هنا وهناك، ولكن ما يهز الرأي العام هو عندما تحصل حوادث كبيرة يذهب ضحيتها من هم بالأصل ضحايا نظام لا يرعى ولا يدير شؤون الناس! نعم الحوادث تتكرر؛ فقبل فترة ليست بالبعيدة تناقلت وسائل الإعلام خبر جريمة كبيرة بحق مرضى لا حول لهم ولا قوة في مصر والعراق والهند والأردن، ولكن ما يجمع بينهم أنهم وُجدوا في دولٍ حياة الإنسان هي آخر همها، وخاصة إذا كان من الطبقة الفقيرة.
واليوم نستقيظ على خبر حريق قسم العزل لمرضى كورونا بمستشفى الحسين، والسبب هو انفجار أسطوانات الأكسجين. أين المسؤولون عن العناية بمثل هذا الجزء الحساس من هذه المواد التي تنفجر؟!
أليس عدم الاهتمام وسوء الرعاية وعدم اعتبار حياة الناس ذات قيمة في قاموس نظامهم الوضعي الفاشل، لكن الله لهم بالمرصاد وسوف يحاسبهم على ذلك. روى الترمذي في سننه: عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ»
وستبقى الأمة تسقط في غيابات جب عدم الرعاية والاهتمام وتؤذى وتفقد حياتها ما بقيت تعيش في ظل نظام لا يراعي في مؤمن إلا ولا ذمة بل يعمل على إفقاره واستنزاف طاقته وأمواله وصحته ولا يجد المرء مقابل ذلك إلا الإهمال والقتل المتعمد، ومع ذلك لا تجد هذه الأنظمة من يردعها أو يوقف هذا الإجرام بحق المستضعفين الذين لا حول لهم ولا قوة.
وإذا كانت هناك محاسبة فإنما تكون لإسكات الشارع عبر فرقعات إعلامية لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تحاسب إلا موظفاً بسيطاً يكون هو كبش الفداء!
ولن تقف هذه الممارسات العبثية المجرمة في حياة الناس، ولا حل لهذه الأمة إلا بدولة خلافة وخليفة يرعى شؤون الناس ويخاف الله في رعيته ومن محاسبة الله أولا ثم مراقبة الأمة له التي لا تصمت أو تتساهل عن أي خطأ أو تقصير في أمر الرعية من ناحية رعاية الشؤون والتزاما بالحكم الشرعي في وجوب رعاية شؤون الأمة ورعاية مصالحها الصحية والاجتماعية والتعليمية...
عن ابن عمر، عن النبي ﷺ أنه قال: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ؛ فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نسيبة إبراهيم – ولاية الأردن