- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ملك الأردن يخشى غضب الأمة الذي سيكنس نظام الحماية العربي لكيان يهود
الخبر:
وصف العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، الحرب الأخيرة مع قطاع غزة بأنها "جرس إنذار للجميع"، مُعتبراً الحديث عن قدرة (إسرائيل) على الحفاظ على الأوضاع الحالية بالاعتماد على ازدهارها الاقتصادي وتقدمها التكنولوجي، بأنه "تصور غير دقيق". (CNN بالعربية).
التعليق:
يحاول الملك عبد الله من خلال حديثه عن الحرب الأخيرة التي شنها كيان يهود على قطاع غزة، وما سبقها من اعتداءات على أهالي مدينة القدس، واقتحامات للمسجد الأقصى، يحاول أن يبدو حريصاً على إحقاق الحقوق المتعلقة بأهل فلسطين، والتظاهر بأنه متعاطف معهم لما أصابهم من قتل وتشريد وتدمير لبيوتهم، ولكنها محاولة فاشلة، وكذبة مكشوفة لا يمكن أن تنطلي على البسطاء من الناس، فكيف بمن يدرك حقيقة ذلك النظام، وما تعلق به من وظيفة الحماية لكيان يهود منذ تأسيسه، فهو صاحب أطول حدود مع فلسطين، يُسخر كل إمكانياته للمحافظة على الهدوء فيها وتأمين كيان يهود من تهديد حقيقي، ولا أدل على ذلك من محاولة قمعه المتظاهرين السلميين من أهل الأردن الشجعان، الذين خرجوا بصدورهم العارية نصرة لإخوانهم في القدس وغزة، ولما أحس بعجزه في التصدي لتلك الجموع، وخشية انفلات الأمر من يده راح يتلطف بهم محاولا احتواء غضبهم والتنفيس عن مشاعرهم.
كما أن التصريحات الأخيرة للنظام الأردني بأنه لا وجود للأردنيين بين المتسللين تجاه الحدود مع فلسطين المحتلة (روسيا اليوم) دليل آخر على تفانيه في حفظ أمن يهود، ومنع أي تحرك للأمة يهدد كيانهم.
من الواضح إذاً أن تصريحات رأس النظام الأردني ليست متعلقة بحقوق أهل فلسطين، ومصالحهم أو رفع الظلم عنهم، بل هي في الحقيقة جرس إنذار لكيان يهود، ومن ورائه القوى الاستعمارية التي تشغله ويدين لها بالولاء والطاعة مثله مثل عموم الأنظمة في بلادنا. فالنظام الأردني يدرك أن انفلات الأمة من عقالها، وتحررها من سطوة أنظمة الحكم المهيمنة عليها، أمر يهدد وجود تلك الأنظمة الوظيفية، والتي تأتي الأحداث كالحرب الأخيرة على قطاع غزة لتشعل غضب الأمة، وتدفعها للتحرك لإسقاط تلك الأنظمة، سيما وهي ترى صمتها المطبق في ظل ما يمارس من انتهاكات لأقدس مقدساتها، وما يمارس من جرائم قتل وحشية ضد أبنائها في فلسطين وعلى الهواء مباشرة، بل وربما لا تكتفي بعض تلك الأنظمة بالصمت لتكون شريكا فعلياً في القتل والإجرام، والتآمر في كثير من الأحيان.
نعيد ونكرر ما قلناه منذ زمن، فلا زال المقام صالحاً للقول بأن تلك الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين تمثل الدرع الحامي لكيان يهود، وأن كيان يهود ظِلّ تلك الأنظمة والكيانات، وعلى المسلمين أن يسلكوا الطريق الصحيح والمختصر إلى تحرير فلسطين عبر إزالة تلك الكيانات الكرتونية القائمة في بلادهم، والذي حتما سيؤدي إلى زوال كيان يهود، فبزوال الشيء يزول ظله، وإلا فسيظل يهود يعربدون ويفسدون في الأرض ويجدون من يحميهم ويغطي على جرائمهم، وفي الوقت نفسه يُسوِق عليكم الأكاذيب والمشاعر المزيفة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خالد سعيد
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)