الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
كورونا تحصد الأرواح ولا عمل للدولة سوى حصر عدد المرضى والموتى!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كورونا تحصد الأرواح ولا عمل للدولة سوى حصر عدد المرضى والموتى!

 


الخبر:


كشفت مصادر طبية عن انفجار الوضع الصحي في بورتسودان وخروجه عن السيطرة وانتشار وباء كورونا، وأكدت وفاة 500 شخص بالمرض في يوم واحد وإصابات بالجملة في وقت تعاني فيه مستشفيات الولاية من نقص الأدوية والأوكسجين. وأضافت أن الوضع في بورتسودان صعب للغاية، وأكدت أن السلطات الصحية عجزت عن السيطرة على سرعة انتشار كورونا، وازداد الانتشار مع كمية التنقلات لباقي الولايات، وطالبت بضرورة تشديد الإجراءات الاحترازية. (سودان إندبندنت)


وتتعاظم مخاوف المواطنين السودانيين من النظام الصحي المتهالك في بلادهم، في الفترة الأخيرة، خصوصاً في وضع صحي عالمي خطير عنوانه فيروس كورونا الجديد. تلك المخاوف تسللت إلى النفوس، ولا تقتصر المخاوف على المواطنين، لكنّ جمعيات ونقابات طبية حذّرت أيضاً من مستقبل النظام الصحي، مثل لجنة الأطباء المركزية، التي أصدرت بياناً أخيراً، نبهت فيه أولاً إلى تركة النظام السابق في قطاع الصحة والتي ظهرت في هجرة الأطباء والكفاءات العلمية وتدمير المستشفيات العامة، وخصخصة الخدمات الصحية، وغياب الخطط والدراسات الصحية، مشيرة إلى أنّ الوضع ساء أكثر نتيجة انتشار كورونا.


ونبهت اللجنة من الظروف القاسية التي يعاني منها الأطباء والكوادر الصحية، سواء في مشاكل السكن، أو المعيشة والترحيل وعدم صرف الاستحقاقات المالية لأشهر، ما أثر بصورة مباشرة على استقرار العمل في مراكز العزل وعيادات التشخيص وفي المستشفيات، وأدى ذلك بدوره إلى خروج عدد من المراكز عن تقديم خدماته، مع إمكانية خروج مراكز عزل أكثر في ولاية الخرطوم، وخروج أغلب المستشفيات عن تقديم خدمات الطوارئ. (القدس العربي)

 

التعليق:


دولة تقصر في هذه الأمور الضرورية لا تستحق البقاء ولا ساعة واحدة، فهي تتجاهل أمر المرضى وأمر الدواء، وهذه مصيبة ابتلي بها أهل السودان جراء حكم هؤلاء الرويبضات الذين لا يهتمون لأمر هذا البلد، بل ينفقون الأموال الطائلة في الأسفار وحضور المؤتمرات، بينما يعاني الناس من ضيق في كل مناحي الحياة، فغابت الرعاية الصحية. وهذا كله ناتج عن سيطرة النظام الرأسمالي الجشع على مفاصل الحياة، هذا النظام الذي يجعل الإنسان خارج اهتمامه.


فالدول التي تتبنى النظام الرأسمالي لا يرُجى منها خير قطّ؛ دولٌ لمْ ترحمِ الضعفاءَ، ولمْ تأخُذْ بأيدي الفقراءِ، هذا ولمْ تَسْلَمِ الرعايةُ الصحيةُ مِنْ جَوْرِ الرأسماليةِ، ولمْ تَنْجُ منْ أنظمتِها وطريقةِ عيشِها، فأضْحَتْ أداةً لرؤوسِ المالِ، يستغلونَها كما استغلُّوا كلَّ شيءٍ، لمصِّ دماءِ المرضى الضعفاءِ وأموالهِم، ولإشباعِ جَشَعِهِمْ وَنَزَوَاتِهِمُ التي لا تشبعُ. ومنْ فُحشِ الرأسماليةِ، أنْ ظهرَ الفسادُ في كلِّ نَواحي الرعايةِ الصحيةِ تقريباً: وَأَضْحَتِ القضيةُ هيَ تحقيقَ الربحِ على حسابِ حاجةِ المرضى للعلاجِ والرعايةِ. وَكما في كُلِّ مكانٍ دخلتهُ الرأسماليةُ لا بقاءَ ولا حياةَ للضعيفِ، ولا قيمةَ إلا للمالِ.


وعملاً بالأدلَّةِ القاضيَةِ بأنَّ التطبيبَ واجبٌ على الدولةِ مجاناً لرعيتِها، وكَوْنَ الإمام راعياً وهوَ مسؤولٌ عنْ رعيتِهِ، فإنَّ على الدولةَ أن تُوَفِّرُ للمرضى بالمجان العلاج اللازم، وكل متطلبات التطبيب، يجب أن تتولاه الدولة وتشرف عليه، قال رسول الله ﷺ: «الإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» أخرجه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. وهذا نص عام على مسؤولية الدولة عن الصحة وتوفير الدواء والتطبيب لدخولهما في الرعاية الواجبة عليها، وهناك أدلة خاصة على الصحة والتطبيب؛ فقد أخرج مسلم من طريق جابر قال: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ طَبِيباً فَقَطَعَ مِنْهُ عِرْقاً ثُمَّ كَوَاهُ عَلَيْهِ». وأخرج الحاكم في المستدرك عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: "مَرِضْتُ فِي زَمَانِ عُمَرَ بِنِ الْخَطَّابِ مَرَضاً شَدِيداً فَدَعَا لِي عُمَرُ طَبِيباً فَحَمَانِي حَتَّى كُنْتُ أَمُصُّ النَّوَاةَ مِنْ شِدَّةِ الْحِمْيَةِ". ورعاية شؤون الناس حق الرعاية يحتاج إلى دولة مبدئية تجعل الإسلام أساسا لها، همها الناس وليس جمع المال كما هو حال النظام الرأسمالي الجاثم على صدورنا.


اللهم أكرم هذه الأمة الكريمة بخلافة راشدة على منهاج النبوة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

آخر تعديل علىالثلاثاء, 02 تشرين الثاني/نوفمبر 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع