الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
اللائحة العمومية لمجزرة النظام الفاشلة في حريق قونية في الغابات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

اللائحة العمومية لمجزرة النظام الفاشلة في حريق قونية في الغابات

 

 

 

الخبر:

 

حولت حرائق الغابات المستمرة منذ أيام تركيا إلى حلقة من نار، ففي الحرائق التي بذل فيها رجال الإطفاء والناس جهودا كبيرة لإخمادها تضررت منطقة الغابات إلى حد كبير؛ فبين الثامن من تموز والثالث من آب اندلع 154 حريقا في 38 مقاطعة. (اللحظة الأخيرة، 2021/08/03)

 

التعليق:

 

كشفت حرائق الغابات المدمرة التي بدأت في منطقة مانافجات في تركيا ثم تمددت في نقاط مختلفة، كشفت مرة أخرى عن فشل النظام التركي في محاربة الكوارث الطبيعية. إن عدم القدرة على الاستجابة للحرائق بسبب نقص الطائرات، وكذلك عدم قدرة المركبات على الوصول إلى المناطق الريفية، يدل على مدى ضعف اهتمام النظام بشؤون الناس وصحتهم وسلامتهم.

 

إن النظام ورأسه اللذين لم يتعلما من الماضي، يكتفيان بجمع الأموال من الناس والبدء بحملات غرس الأشجار وإحصاء الناجين عند وقوع الفيضانات والحرائق والزلازل! إن النظام يرى أن تأجيل الديون كالقروض والسندات الحكومية هي بمثابة رعاية شؤون الناس بتوزيع الشاي في المناطق المنكوبة!

 

إنه لأمر مؤسف ومأساوي حقا أن تركيا التي تدعي أنها ستصل إلى القمر بحلول عام 2023 في نطاق برنامج الفضاء الوطني، وأنها ستقوم بهبوط سريع على سطح القمر، والتي تدعي أيضا أنها تقدمت في صناعة الدفاع المحلية والوطنية، وأنها ستنتج عربات تعمل بالطاقة الكهربائية، هي في الوقت نفسه عاجزة عن إنتاج طائرة لإطفاء الحرائق! لقد بات واضحا للعيان أين يتم إنفاق الضرائب التي يتم جمعها من الناس بغير وجه حق لإثراء القلة بحجة مقولة "لا تنازل عن السمعة".

 

إن إلقاء اللوم بخصوص الحرائق تارة من منتفعي النظام والقوميين على حزب العمال الكردستاني الذي يتلقى أوامره من اليونان أو إلقاء اللوم تارة أخرى على الأفغان والسوريين الذين يختبئون في الغابات لغرض العبور إلى اليونان يزيد الأمر خطورة. وعلى افتراض أن الحرائق هي من فعل فاعل - وهي ليس كذلك - فإنه من الواجب على السلطة العثور على الجناة.

 

إنه لمن غرائب الأمور حقا أن يستكثر أردوغان على الناس طائرات إخماد الحرائق للحفاظ على سلامتهم وأمنهم ورفاهيتهم، بينما يقوم في الوقت نفسه بشراء صواريخ إس400 لحماية مصالح سيدته أمريكا ويرسل الجنود إلى ليبيا وينظم حملتين عسكريتين في سوريا، وهو على وشك إرسال قوات عسكرية إلى أفغانستان! وهذه أوضح إشارة على أنه يؤثر سيدته أمريكا على شعبه!

 

أما عن مذبحة قونية، فقبل يومين لقي في قونية 7 أشخاص مصرعهم بينهم 4 نساء وكلهم من عائلة كردية خلال هجوم مسلح على منزلهم. وقد صرح مسؤولون مختلفون للنظام بتصريح يشبه الإيقاع الموسيقي بأن الحادث لا علاقة له بالقضية التركية - الكردية. إنه لمن الهراء حقا أن يصرح النظام مثل هذا التصريح وهو الذي شكل تحالفا مع حزب الحركة القومية لحماية منصبه، وأشعل فتنة الصراع التركي - الكردي، وقلب طاولة الحل في قصر الدولمة باهجة، وأشعل فتيل الكراهية ضد الأكراد أثناء الانتخابات المصيرية.

 

لنفترض أن النظام التركي ليس قمعيا، وأن الحادث الذي حصل لا علاقة له بالقضية التركية - الكردية، ولكن الكتلة الحاكمة تصف نقابات المحامين التي تدلي بتصريحات بخصوص الهجوم على الأكراد في مختلف محافظات تركيا بـ"بارونات قنديل"، وتصف كذلك الذين يصوتون لحزب الشعوب الديمقراطي على أنهم "حشرات يجب القضاء عليها". إن تشجيع وتغذية هذه الأمور من خلال سياسات تمييزية وعنصرية أو إنزال عقوبة غير رادعة هي حقيقة لا مفر منها. إذا لم يتمكنوا من ضمان سلامة رعاياهم بغض النظر عن عرقهم أو دينهم أو لونهم، وإذا لم تكن العقوبات رادعة، فإن الدولة العلمانية والمسؤولين فيها الذين يصرون على العلمانية هم المسؤولون عن ذلك.

 

يعرِّف الإسلام السياسة على أنها رعاية شؤون الناس، وعلى هذا الأساس فإن الدولة في الإسلام هي الآلية المسؤولة عن رعاية شؤون الناس، والدولة في الإسلام تبذل قصارى جهدها لرعاية شؤونهم وضمان رفاهيتهم. وحدود المسؤولية هذه لا تقتصر على البشر فقط بل تتعداها لتشمل الحيوانات التي تعيش في الغابات أيضا. والعبارة التالية لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب، تؤكد بشكل عملي جميل على الالتزامات المصيرية للعدل ورجال الدولة: "لو عثرت شاة في العراق لخشيت أن يسالني الله عنها لمَ لمْ تصلح لها الطريق يا عمر؟"

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إرجان تكين باش

آخر تعديل علىالسبت, 07 آب/أغسطس 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع