- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
المنظمات الدولية ليست خالية من التحيّز
(مترجم)
الخبر:
ذكرت قناة الجزيرة أن "فكرة وباء فيروس كورونا نشأت عن طريق الخطأ وذلك عن طريق عمال المختبرات الصينيين، عادت إلى السطح مرةً أخرى"، بعد فيلم وثائقي عرضه التلفزيون الدنماركي في 12 آب/أغسطس 2021، والذي قدمه بيتر بن مبارك، رئيس منظمة الصحة العالمية اقترح على الفريق المكلّف بالتحقيق في منشأ مرض الفيروس التاجي، افتراض النظرية القائلة بأن "موظفاً في المختبر أُصيب بالعدوى أثناء العمل في كهف الخفافيش لجمع العينات. مثل هذا السيناريو، في حين إن فكرة التسرب المخبري، تناسب أيضاً فرضيتنا الأولى عن انتقال الفيروس مباشرةً من الخفافيش إلى الإنسان. هذه فرضية نعتبرها محتملة".
التعليق:
أثارت تعليقات بيتر بن مبارك الجدل لأن فريق منظمة الصحة العالمية أبلغ عن نتائجه في شباط/فبراير قائلاً: أن يكون المختبر هو الأصل "غير مرجح للغاية". منذ ذلك الحين، قال رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن استبعاد التسرب المخبري "سابق لأوانه". وأوضح مبارك أن خصم الفريق لفرضية التسرب في المختبر كان بسبب ضغط العلماء الصينيين في فريق منظمة الصحة العالمية الذين رفضوا في البداية السماح بمناقشة تسرب المختبر، لكنهم وافقوا أخيراً على حل وسط حيث سيتم ذكر النظرية في التقرير، على أنها "غير محتملة للغاية" وليست مستحيلة، ولكن "بشرط ألاّ نوصي بأي دراسات محددة لتعزيز هذه الفرضية".
أولئك الذين يسعدهم اكتشاف مؤامرة منظمة الصحة العالمية، وكذلك أولئك الذين صُدموا من أن منظمة الصحة العالمية يمكن أن تتأثر بدولة واحدة لتخفيف نتائجها، فشلوا في تقدير ماهية منظمة الصحة العالمية وكيف تعمل. نعم، إنها منظمة متعددة الجنسيات، لكن هذا لا يعني أنها يمكن أن تكون مستقلة عن الدول التي تشترك فيها. فكل بلد لديه مصالح تتعارض مع مصالح البلدان الأخرى، وهذه الصراعات تلعب بشكل طبيعي في الفرق واللجان التي تدير عمل هيئة متعددة الجنسيات أو من المفترض أن تكون فوق القوميات.
على الرغم من أن الولايات المتحدة هي الاقتصاد الأول في العالم وعلى الرّغم من تهديدات الرئيس السابق ترامب، قدم العلماء الصينيون في الفريق تخفيفاً لصياغة تقرير شباط/فبراير لمنع إعطاء ترامب الذخيرة لإطلاق النار على الصين عندما كان يلوم الصين على بدء حرب الجائحة. تعمل منظمة الصحة العالمية من خلال الإجماع، مما يعني أن التنازلات القائمة على أنصاف الحقائق أمر لا مفر منه من أجل الانسجام. علاوةً على ذلك، يكون بناء الإجماع بطيئاً وغالباً ما تغذي اللجان المتعددة الصياغة النهائية للمنظمة، والتي تتم صياغتها لتوخي الحذر والرغبة في عدم الإساءة لأي شخص.
لذلك، في حين تمت مساعدة العديد من البلدان من خلال دعم منظمة دولية ذات خبرة وموارد تفتقر إليها البلدان الفقيرة، يجب ألاّ تتخلّى الحكومات الفردية عن مسؤوليتها أبداً في الأخذ بعين الاعتبار تقارير لجنة منظمة الصحة العالمية ويجب على كل منها أن تقرر ما هو الأفضل لرعاياها. بالإضافة إلى كونها غير معصومة من الخطأ مثل البشر الذين يؤدون أعمالهم، فهي تقوم، تحت مظلة الأمم المتحدة، على القيم والمفاهيم الغربية نفسها التي يُعلن أنها عالمية. ومع ذلك، بما أنه لا يمكن إثبات القيم من أي بديهيات عالمية، فلا يمكن أن تكون هناك قيم عالمية حقيقية، وبالتالي فإن الإذعان لمنظمة مبنية على مثل هذه القيم يهدد بالإخضاع. نظراً لأن صحة الإنسان ورفاهيته تعتبران مسألة شاملة في الإسلام ولأن منظمة الصحة العالمية لديها أيضاً رؤية واسعة للصحة تتجاوز علم وظائف الأعضاء والتشريح، فإنه يجب على المسلمين توخي الحذر بشأن تضارب القيم في بعض مجالات الصحة.
أما بالنسبة لأصل فيروس كورونا-2، فلا يزال السؤال مفتوحاً حول ما إذا كان حادثاً مخبرياً أو أنّ علماء يجمعون عينات فيروسية تعرّضوا لمجموعة من الخفافيش في غابات الصين قد أدخل الفيروس إلى سكان ووهان ومن ثم انتشر إلى العالم، أو ما إذا كانت العدوى الأولية مستقلة عن التحقيق العلمي الصيني. هذا ليس أول مثال على انتشار فيروس من الحيوانات إلى البشر، وتسبب في جائحة عالمية، وربما لن يكون الأخير.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله روبين