- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الجيش السوداني والحرب بالوكالة
الخبر:
فنّد رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان اتهامات موجهة لجيش بلاده بالحرب بالوكالة، نافياً بشدة صحة هذه المزاعم. وقال البرهان خلال مخاطبته احتفالاً للجيش السوداني بمناسبة عيده الـ67 أقيم في منطقة الفشقة شرقي البلاد الاثنين، إن "الفشقة أرض سودانية وتظل كذلك".
وأكد أن احتفال القوات المسلحة بعيدها الـ67 بالفشقة "تأكيد على سودانية المنطقة التي بذل الجيش الدماء من أجل استردادها. واعتبر البرهان أن "استرداد الفشقة بمثابة استعادة لكرامة الجيش والشعب السوداني في أعقاب تخاذل السياسيين في العهد البائد". (العين الإخبارية 2021/8/16م)
التعليق:
الحرب بالوكالة تعني تلك الحرب التي تستخدم فيها القوى الكبرى العسكرية والسياسية التي تتنافس على النفوذ في العالم أو في منطقة ما منه،، تستخدم فيها قوى أصغر منها، لتخوض الحرب بدلا عنها، وقد تكون تلك القوى الصغرى، حكومات أو أنظمة أو أحزاباً سياسية أو جماعات مسلحة، تستأجرها القوى الكبرى أو تُسخّرها لتقوم بضرب طرف آخر، دون أن تنجرّ هي إلى حرب شاملة أو حرب مباشرة معه. فالعالم مليء بالحروب العسكرية والسياسية والاقتصادية وغيرها. والحروب الدائرة في بلاد المسلمين كحرب اليمن وليبيا وسوريا والسودان، هي حروب بالوكالة، تفرضها القوى الدولية الكبرى على الأنظمة الحاكمة العميلة في هذه البلاد. والقاصي والداني يعلم بأن القوات المسلحة والمؤسسة العسكرية في السودان بقيادة البرهان هي تابعة لأمريكا وتعمل لمصلحتها، وعندما تم تأسيس قوة دفاع السودان نواة الجيش السوداني الحالي في سنة 1925 اشتركت فرق منها في العمليات الحربية في الحرب العالمية الثانية حيث قاتلت ضد الإيطاليين في إريتريا وإثيوبيا وأوقفت تقدمهم في جبهتي كسلا والقلابات، كما شاركت في حملة الصحراء الغربية لدعم الفرنسيين حيث رابطت في واحتي الكفرة وجالو في الصحراء الليبية بقيادة القائد البريطاني أرشيبالد ويفل، وفي العلمين لوقف تقدم الجنرال الألماني رومل، والتي تعتبرها هي إنجازاً لها عبر التاريخ، فلمصلحة من خاضت هذه القوات تلك الحروب؟ حتما لمصلحة الأطراف الدولية التي كانت تدير تلك الحرب.
إن الباعث للقتال والجهاد في الإسلام هو الإيمان بالله والتصديق برسالة سيدنا محمد ﷺ، فهذه العقيدة تجعل المسلم يقذف بنفسه إلى معترك الموت فيَقتلُ أو يُقتَل. وهو لا ينتظر مما يقوم به إلا إحدى الحسنيين: إما النصر وإما الشهادة، وكلاهما فوز. فهو لا يبتغي من جهاده دنيا يصيبها ولا شهرة يحلم بها، ولا يحركه دافع العصبية أو الحمية، ويعتبر أن ذلك جاهلية، إنما يحركه حرصه على هداية البشرية ونقل الناس من الظلمات إلى النور، وإخراج الناس من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان وعسف المبادئ إلى عدل الإسلام، قال الله تعالى: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مجدي صالحين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير