السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أقسم بالعلي القدير إنا لمنصورون وإن جندنا لهم الغالبون

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أقسم بالعلي القدير إنا لمنصورون وإن جندنا لهم الغالبون

 

 

الخبر:

 

أورد موقع الجزيرة نت مقالا بعنوان: "شهادة ضابط أمريكي: ماذا تعلَّمت من التجسُّس على طالبان؟"

 

ومما ورد فيه يقول إيان فريتز، وهو ضابط أمريكي سابق أوكلت إليه مهمة التجسُّس على طالبان: "في إحدى ليالي الشتاء بشمال أفغانستان، وعلى ارتفاع أكثر من ألفَيْ متر، حيث تهبط الحرارة إلى ما دون الصفر، سمعت المحادثة الآتية:

 

"ضع العبوة الناسفة هناك في الأسفل عند المنعرج، ولن يروها".

"يمكننا أن ننتظر حتى الصباح".

"لا، لا يمكن. (الأمريكيون) سيأتون مبكرا، ونريد للعبوة أن تكون هناك لنقتل أكبر عدد ممكن".

"أعتقد أنني سأنتظر".

"لا، لن تنتظر! اذهب وضعها".

"هل عليَّ أن أقوم بذلك فعلا؟".

"نعم! اذهب ونفِّذ!".

"لا أريد ذلك".

"يا أخي، لِمَ لا؟ إن الجهاد واجب علينا".

"يا أخي، الجو بارد جدا على الجهاد"...

 

امتلك مقاتلو طالبان موهبة خطابية أخرى، وهي الأحاديث الحماسية... لعله الإيمان الراسخ والصادق بقداسة معاركهم...

 

وكيف يتسنَّى لهم، دون تلك الحماسة، أن يواصلوا حربا بوجه عدوٍ لا يُعيد النظر مرتين في إلقاء قنابل مُصمَّمة لهدم المباني فوق رؤوس الرجال؟ ليست تلك مبالغة، فقبل عيد ميلادي الثاني والعشرين ببضعة أيام، شاهدت طائرة مقاتلة وهي تُلقي قنابل يفوق وزن الواحدة منها مئتي كيلوغرام في أرض المعركة، فتحوَّل على إثرها عشرون رجلا إلى تراب... وظننت أننا قتلنا ما يكفي منهم. ولكن هيهات! حين وصلت مروحيتان مقاتلتان، عادت أصوات مقاتليهم: "استمروا في إطلاق الرصاص وسينسحبون!"، وبينما واصلنا هجومنا أخذوا يُردِّدون:

 

"يا إخوان، إننا ننتصر، يا له من يوم عظيم". ثمَّ سقط أمامي ستة أمريكيين قتلى، فاخترقت أُذني صرخات الابتهاج: "الله أكبر، إنهم يموتون!"...

 

لم يضرهم أنهم يحاربون دون دروع ببنادق يبلغ عمرها 30 عاما، في مواجهة طائرات مقاتلة وثقيلة التسليح ومروحيات وطاقم مُجهَّز على الأرض بمعدات تفوق معداتهم بكثير، ولم يضرهم أيضا أن مئة منهم ماتوا في ذلك اليوم. لقد حافظ مقاتلو طالبان على معنوياتهم في السماء في خضم تلك الضوضاء المحيطة بهم، وأصوات القنابل والرصاص من خلفهم، وإخوانهم المتساقطين قتلى أمامهم، بل ومضوا يُشجِّعون بعضهم بعضا، ويُصِرُّون على أنهم ينتصرون...

 

وماذا عن الأحاديث الحماسية؟ لم تكن محض خطابة جوفاء، بل نبوءات سرعان ما تحقَّقت. حين كان الجو باردا على الجهاد، فإن العبوات الناسفة ظلَّت تُزرع. وحين حملوا بنادق الكلاشينكوف ذات الثلاثين عاما في مواجهتنا نحن بطائرات تفوق قيمتها مئة مليون دولار، فإنهم ظلَّوا يقاتلون. وحين تركنا قرية، فإنهم عادوا لاسترجاعها. مهما فعلنا، وأينما ذهبنا، ومهما بلغت أعداد مَن قتلناهم منهم، فإنهم عادوا من جديد...

 

طوال فترة خدمتي، وفي المرة تلو الأخرى، فاق عدد قتلاهم قتلانا دائما، وخسروا الأرض، وانتصرنا في المعارك...

 

بعد عشر سنوات على آخر مرة خدمت فيها، وعشرين سنة على حربها مع الجيش الأكثر تقدُّما وثراء في العالم، استعادت طالبان أفغانستان. وكما هو واضح، فإن أيَّ أوهامٍ حيال احتمالية ألا يحدث ذلك أو الوقت الذي سيستغرقه إن حدث، سرعان ما تبدَّدت حالما سقطت قوات الأمن الأفغانية على يد طالبان في أسبوع واحد فقط. أما إنجازاتنا القليلة فيما يتعلَّق بحقوق المرأة والتعليم والفقر، فمصيرها أن تُمحى، مثلها مثل أي بارقة ديمقراطية في البلاد...

 

لقد أخبرتنا طالبان.. أن العالم سيُصنع على صورتهم "بمشيئة الله"، وحدَّثوني عمَّا رفض الكثيرون أن يسمعوه، لكنني فهمته في نهاية المطاف: أفغانستان لهم.

 

التعليق:

 

ساء خروج جيوش الغرب من أفغانستان حكام المسلمين لا سيما رويبضات الخليج وعلى رأسهم حكام الإمارات وحكام آل سعود، فهؤلاء صدق فيهم ترامب وهو الكذوب: "لن يمكثوا أسبوعين بعد خروج القوات الأمريكية من الخليج"؛ كما أحزن ذلك كيان يهود والهند والصين وروسيا وأوروبا وكل المعتدين على المسلمين، وبدأوا يتحسسون رقابهم من نهضة الأمة ووصولها لاستئناف الحياة الإسلامية واستعادتها لمقدسات وأراضي وثروات الأمة، وأخذها لمكانتها في قيادة العالم.

 

لقد فرح المسلمون في العالم بهزيمة أمريكا وانكسارها وحلف الناتو شر هزيمة وخروجهم مذلولين بعد أن فشلوا في تثبيت عملائهم في حكم البلاد، وتبخرت جهودهم ذات العشرين سنة بهروب أذنابهم أسرع من أسيادهم.

 

هذا المشهد المؤثر يؤكد ثبات وشجاعة وإصرار أفراد وجماعات جهادية على دحر وهزيمة وقتل الأعداء المحتلين، فثلة قليلة العدد والعتاد لم تكن لهم دولة ولا جيش منظم ولا أسلحة متطورة، تواجه أكثر من أربعين دولة على رأسها الدولة الأولى في العالم وهم الذين يمتلكون العدة والعتاد والجيوش الجرارة والأسلحة الفتاكة، ولقد صدق الشهيد الملا عمر قائد طالبان الأسبق حين قال مستهزئا بوعد أمريكا وواثقا بوعد الله: "وعدنا بوش بالهزيمة ووعدنا الله بالنصر فسنرى وعد من سيتحقق".

 

إن ثبات المسلمين في أفغانستان ومواجهتهم للاحتلال وثباتهم في المواجهة، يشير إلى نماذج لجنود وجيش دولة الإسلام القادمة التي وعدنا الله سبحانه وبشر بها رسوله ﷺ «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» فمن ذا الذي سيقف بوجهها؟!

 

وإننا لنترقب استشعارنا بقول الله تعالى: ﴿وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾.

 

 

 

#أفغانستان      #Afganistan        #Afghanistan

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الشيخ الدكتور محمد إبراهيم

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان

آخر تعديل علىالأربعاء, 25 آب/أغسطس 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع