- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلام واحد والسياسة جزء منه
الخبر:
هزيمة مؤلمة تعرض لها حزب العدالة والتنمية المغربي في الانتخابات التشريعية التي جرت في 8 أيلول/سبتمبر الجاري، حسب ما وصفها الأمين العام السابق للحزب عبد الإله بنكيران.
التعليق:
لقد تناقلت كثير من الفضائيات العربية خبر سقوط حزب العدالة والتنمية المغربي ووصفوه بالسقوط المدوي والسقوط الكبير وتسونامي وغيرها من الألفاظ التي لا تخلو من رائحة الشماتة، والابتهاج، واصفين إياها بأنها نهاية حقبة أحزاب الإسلام السياسي، وذلك بعد إبعاد حزب النهضة التونسي عن الحكم، ومن قبل حكومة مرسي في مصر.
لا يوجد إسلامان في الدنيا أحدهما إسلام سياسي، وآخر إسلام غير سياسي، فإن الإسلام دين واحد والسياسة جزء منه قال ﷺ: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ. قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ» متفق عليه. فهذه التسمية إنما يراد منها تضليل الناس.
هنالك سؤال يطرح نفسه بإلحاح: هل سقوط الأحزاب التي رفعت شعار الإسلام ورضيت بالمشاركة في الحكم الديمقراطي الرأسمالي وباشرت الحكم بغير ما أنزل الله، هل يعتبر سقوطها وإبعادها عن الحكم دليلاً على عجز الإسلام عن معالجة قضايا الناس وبالتالي انتصاراً للحكم الديمقراطي؟ أم أنه دليل على حب الناس للإسلام والتمسك به، ولما تأكد الناس أن هذه الأحزاب التي رفعت شعار الإسلام مثلها مثل غيرها من الأحزاب الديمقراطية التي تحكم بغير ما أنزل الله غسلوا أيديهم منها فسقطت ليس لأنها حكمت بالإسلام وإنما لأنها خدعت الناس بالإسلام، وحكمت بغيره فعاقبوها بأن انفضوا عنها فسقطت هذا السقوط الشنيع كما حدث لحزب العدالة والتنمية المغربي؟
إن الإسلام دين شامل لكل أوجه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ولا يحتاج لترقيع ولا تبعيض ولا تدرج... فإنه لا يؤخذ إلا كاملاً.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس حسب الله النور – ولاية السودان