- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الوعي السياسي وحده الذي يكشف براغماتية أمريكا الاستعمارية المخادعة
الخبر:
قالت الحكومة الأمريكية إنها ستراجع ملفات متعلقة بهجمات 11 أيلول/سبتمبر، بعد أن طلبت أسر ضحايا من الرئيس جو بايدن عدم المشاركة في إحياء تلك الذكرى ما لم يُنزع غطاء السرية عن وثائق متعلقة بتلك الهجمات، ويأتي هذا في الوقت الذي رحب فيه بيان البيت الأبيض بقرار وزارة العدل الساعي إلى مراجعة جديدة للوثائق المشمولة بالحق الممنوح للحكومة في إبقائها تحت السرية، لأسباب متعلقة بمصالح الأمن القومي.
ونشر بعض أقارب الضحايا والناجين من الهجمات وأعضاء فرق الإنقاذ رسالة الأسبوع الماضي تقول إن بايدن لن يكون موضع ترحيب في الاحتفال "حتى يفي بتعهده". (الجزيرة نت، 10 آب/أغسطس2021م).
التعليق:
منذ اليوم الأول اختلفت الروايات وتعددت، وبقيت الحقيقة القائمة أن أي ادعاء بتورط جهة ما يحتاج إلى دليل يعلن عنه وكل ما تم تقديمه لا يرتقي لاعتباره أدلة، ولا يمكن الاعتماد على قصص وشائعات يتناقلها الناس أو تحاول أن تروج لها مافيا التعويضات والحكومات الأمريكية التي تنتهج مبدأ البراغماتية لمص دماء شعوب العالم وإخضاعها لسيطرة أمريكا.
ويكشف خداعَ أمريكا ما قاله جيمس دوبينز، المبعوث الأمريكي الخاص السابق لأفغانستان وباكستان حيث قال: "نحن لا نغزو الدول الفقيرة لجعلهم أغنياء. نحن لا نغزو البلدان الاستبدادية لجعلها ديمقراطية. نحن نغزو الدول العنيفة لجعلها سلمية وفشلنا بوضوح في أفغانستان". وتقول أدبيات السياسة الرأسمالية "المجال السياسي هو حمام سباحة، حيث يطلب منك التخلص من قيمك وآدابك وصدقك، قبل القفز إلى هذا المجمع، والشيء الوحيد الذي يجب التمسك به هو البراغماتية".
توقيع الرئيس الأمريكي جو بايدن أمراً تنفيذياً لمراجعة رفع السرية عن الوثائق المتعلقة بتحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي في أحداث أيلول/سبتمبر لا يعدو كونه قراراً وفق مصالح الإدارة الديمقراطية التي تحاول تلافي انعكاسات انسحابها من أفغانستان وحفظ ماء وجهها، هذه الإدارة التي تعيش اليوم حالة انهزامية غير مسبوقة في تاريخ أمريكا بعد تركها أفغانستان لطالبان التي ادعت أنها تؤوي مخططي هجوم 11 أيلول/سبتمبر.
إن الميكيافيلية هي التي تشكل السياسة الأمريكية، وبالتالي فلا عجب في اعتبار الخداع والوحشية والجرائم والألاعيب مع الرأي العام مهارات عظيمة يتباهى بها الأمريكان والتي منها كذبة نيكسون بفرض الدولار عملة على العالم. لذلك فإن ما يظهر على لسان ساسة أمريكا لا اعتبار له بل يجب أن ننظر لأفعالهم لأن الكذب والخداع وإخفاء الحقيقة في الموقف السياسي لهم هو أمر أساسي في المبدأ الرأسمالي الذي يعتنقونه، وتؤدي أمريكا بوصفها رائدة هذا المبدأ، هذا الدور بحذق وكفاية عالية، كما قال أحد منظري الرأسمالية "لإخفاء كذبة، هناك حاجة إلى ألف كذبة".
فكيف يملك رئيس أمريكي الحقائق حول أكبر كذبة مهدت له احتلال بلاد بأكملها ونهب ثرواتها لعشرات السنين وقامت بالمجازر التي لا حصر لها ومن يثق أنها حقائق؟!
إن مكافحة (الإرهاب) والقضاء عليه من بين أهم الأمثلة على هذه الأكاذيب الكبرى، التي بررت أمريكا بناء عليها احتلالها لأفغانستان. بينما في الواقع، يتم الكشف عن الهوية المتعددة الوجوه لهذا الكيان المنافق والاستعماري الإجرامي بعد مرور فترة قصيرة على ألسنة قادتهم.
إن الواجب اليوم هو توجيه الجهود نحو الانعتاق من هيمنة هذه القوة الاستعمارية المخادعة واستعادة الأمة قرارها السياسي والعسكري، وذلك من خلال العمل السياسي القائم على الوعي على الأحداث والنظرة للعالم من زاوية العقيدة الإسلامية، حتى تقوم دولة للمسلمين تحميهم من براغماتية الغرب الماكرة.
#أفغانستان #Afganistan #Afghanistan
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار (أم أواب)