الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
عشرون عاما مضت على أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر فهل انتهت الحرب على ما يُسمّى بالإرهاب؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

عشرون عاما مضت على أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر
فهل انتهت الحرب على ما يُسمّى بالإرهاب؟

 


الخبر:


عشرون عاما مضت على أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، كانت بداية لسلسلة من الأحداث التاريخية المتسارعة، التي رسمت مسارات سياسيّة جديدة، وأدمت بلادنا الإسلاميّة وبطشت بها تحت مسمّى "مكافحة الإرهاب". فهل حققت أمريكا هدفها بعد عقدين من البطش والدمار والحروب العسكريّة في أفغانستان والعراق وباكستان وليبيا والصومال والسودان واليمن والقرن الأفريقي؟ أم لا زالت الحرب مستمرّة؟

 

التعليق:


عندما أخبر الرئيس جو بايدن الشعب الأمريكي في 31 آب/أغسطس الماضي، أن آخر طائرة شحن غادرت كابول، منهية عقدين من الحرب العسكرية الأمريكية في أفغانستان، دافع عن الخروج ببيان بسيط: "لن أستمر في هذه الحرب إلى الأبد". وتابع: "مع ذلك تستمر الحرب".


لعلّ النّاظر لتصريح بايدن يلحظ التناقض في خطابه بين ادّعائه إنهاء الحرب ثمّ استمراريّتها، لكن إدارة بايدن قد لا تتعامل مع ما يُسمّى الحرب على الإرهاب كما تعاملت معه إدارة بوش في احتلال الشعوب عسكريّا وفرض "دمقرطتها" لإعادة تشكيلها بصورة تتماهى كليّا مع أمريكا. لأنّه وبعد عقدين كاملين، بدت هذه السياسة فاشلة ونتائجها مخزية، فلا ديمقراطيّة تحقّقت ولا شعوب استقرّت، بل إنّ الأمور تفاقمت وما زالت آثارها بادية للعيان.


وهذا ما جعل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير يدين انسحاب القوات الأمريكيّة من أفغانستان ويصفه بالشعار السيئ والخطير وغير الضروري. فخلال غزو أفغانستان قبل عشرين عاما أرسل توني بلير قوات بريطانيّة إلى أفغانستان تدعم الجيش الأمريكي وتدعم إدارة بوش. وقد جاء اعتراف الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخراً "بأن هدف بلاده لا يجب أن يتعلّق بإعادة بناء دول أو مجتمعات أو تشكيلها على النسق الأمريكي" خصوصا أنّ هذه الحرب تستنزف من بلاده تكلفة ضخمة من الدماء والأموال، ومن السمعة الدولية، ومن المستحيل تحديد تكلفة "الحرب على الإرهاب" بالضبط، غير أن معظم التقديرات تشير إلى أنها تجاوزت تريليون دولار أمريكي وقد أُنفق جانب ضخم من هذه التكلفة على العمليّات العسكريّة النشطة، وتجميع الاستخبارات، وغارات الطائرات المُسيّرة.


لكن هل يعني هذا أنّ الإدارة الأمريكيّة استسلمت وأنّ حلفاءها العسكرييّن والسياسيّين الذين تبنّوا مشروع مكافحة الإرهاب قد أنهوا مهمّتهم؟


إنّ مفهوم الإرهاب على مدار عقدين كاملين من بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر قد أُعيدت صياغته وقولبته آلاف المرّات ليتماشى مع أيّ خطّة عسكريّة أو سياسيّة للقضاء على أيّ شكل من أشكال التهديد للغرب عموما.


وإنّ الحرب على ما يُسمّى الإرهاب دارت فصولها حتى نالت من أجزاء كبيرة من بلادنا الإسلاميّة وبمشاركة شركاء حول العالم، وطالت أماكن بعيدة ودمّرت شعوبا وسببّت المجاعات والحروب الطائفيّة والصراعات الداخليّة وأكثرت من السّجون والمعتقلات وقنّنت لوحشيّة الأنظمة المحليّة والعالميّة.


لكنّ المرحلة السياسيّة التي يعيشها العالم اليوم، تجاوزت السياسة التضليليّة في الحرب على الإسلام بغطاء "مكافحة الإرهاب" وتغطية التحالف الدولي لهذه الحرب بمُسمّيات مغلوطة ومُضلّلة. لقد أصبح العالم اليوم يقف على حقيقة مفصليّة ومكشوفة في الحرب، بين الإسلام والحضارة الغربيّة دون الحاجة لاستساغة مفاهيم مغلوطة وسياسات الظلّ.


إنّها الحرب الصريحة على الإسلام، بعقيدته وتشريعه وأحكامه وأفراده وجماعاته وأرضه التي تحتويه، وقد كان هذا ردّ الرّجل الذي عيّنه الرئيس الحالي دونالد ترامب منسّقا لوزارة الخارجيّة الأمريكيّة لمكافحة الإرهاب، السفير ناثان سيلز، حينما سُئل: هل هذه الحرب انتهت؟ قال: "لا، القتال ما زال مستمرا، ونحن ننتصر في القتال، لكنّنا ما زالنا نواصل قتال عدوّ مستميت، أو يجب أن أقول مجموعة أعداء مستميتين".


أيّها المسلمون، إنّ الغرب يتعامل مع الإسلام كتهديد حقيقيّ وكعدوّ شرس لا ينفع معه إلّا القتال. ومعظم السّاسة الغربييّن والخبراء يُقدّرون حجم هذه الخطورة ويترصّدون الإسلام وأهله ويُعلنونها بسفور أنّها حرب على الإسلام. فماذا تنتظرون؟!


لقد أوغلوا في دمائنا وأرضنا وعرضنا ومقدّساتنا وثرواتنا، ولن تُنكّس أعلامهم إلّا حينما تُرفع رايتنا ونستأنف دولتنا قويّة عزيزة منيعة راشدة على منهاج النبوّة، هذا فقط ما يوقفهم ويخزيهم ويقطع طريقهم. ﴿وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾.


#أفغانستان Afganistan #Afghanistan#

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نسرين بوظافري

 

آخر تعديل علىالخميس, 16 أيلول/سبتمبر 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع