- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إيران تأمل بتطوير العلاقات مع مصر
الخبر:
أمد/ طهران: ذكر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، يوم الاثنين، أنّ طهران تأمل تطوير العلاقات مع مصر، والمقطوعة منذ أكثر من 5 سنوات. كما أوضح مدير عام دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الإيرانية، مير مسعود حسينيان، بأن "تحسن علاقة طهران مع السعودية مستقبلا، سينعكس إيجابا على علاقاتها مع عدد كبير من دول الخليج وشمال أفريقيا"، وأن "بعض دول المنطقة كمصر والسودان والمغرب وغيرها قطعت علاقاتها معنا بعد القطيعة التي حصلت بيننا وبين السعوديين". وتحدثت تقارير عن وجود بوادر في تحسن العلاقات بين السعودية وإيران، ولكن تطبيع العلاقات يحتاج إلى مزيد من العمل لتخفيف التوترات.
التعليق:
منذ إنشاء الدويلات الكرتونية الهزيلة في البلاد الإسلامية بعد هدم دولة الخلافة العثمانية قبل قرن من الزمان، ونحن نعيش على وقع لحن سياسي نشاز يصخ الآذان ويؤذي المشاعر، وهذا اللحن مزدوج العزف، فتارة تقوم بعض هذه الدويلات بقطع العلاقات مع دولة مجاورة أو غير مجاورة، ويغلي مرجل الإعلام الفاسد، تنتفخ أوداجه غضبا على تلك الدولة، وأنها مبعث المشاكل وحاضنة الإرهاب ومصدر الإزعاج لسكان تلك الدولة، بالرغم من أنهم إخوان في العقيدة والعرق وربما المذهب السياسي، وتارة أخرى تعيد هذه الدولة علاقاتها مع تلك الدولة، وبلا أسباب مقنعة لعامة الناس، وإذا باللحن يتغير من الهجوم والقطيعة والتشنيع، إلى التمهيد والتسهيل وفتح النوافذ والمنافذ، وربما تطور الأمر إلى الإشادة بالعلاقات الودية والروابط الدينية والتاريخية وغير ذلك من مزينات الكذب ومفردات التضليل!
ودون الخوض في الموقف الدولي وتأثيره من حيث إقناع الدول بما تريده الدولة الكبرى ودون الخوض في هيكلية الدول بالنسبة للدولة الكبرى المؤثرة وما تمارسه من سياسة احتواء أو سياسة إقصاء، والدوافع السياسية وراء القطيعة والتباعد ثم التقارب والتحابب، فإننا نلاحظ أن حكامنا الدمى لا يتحركون إلاّ حسب خطط وفخاخ تلك الدول الكبرى المؤثرة في الموقف الدولي ويعملون على تأمين مصالح تلك الدول الكبرى فهم إذا اختلفوا دفعنا الثمن، وإذا اتفقوا دفعنا ثمنا أكبر، وهكذا دواليك... وقد عشنا تلك التجارب بين مصر والأردن، ثم مصر وسوريا، ثم الدول المغاربية، ثم الخليجية، واليوم مع إيران، ومن قبل ومن بعد مع كيان يهود... وتحولت اللاءات إلى نَعَمات، والعداوة إلى الصداقة والتطبيع، ولا يدري الناس شيئا عن الأسباب التي أدت إلى عزف هذه الألحان السياسية النشاز. ولكن الشيء الأكيد هو أن حكام هذه الدول يعملون ضمن خطة أمريكا في معاداة الإسلام، ويعملون على منع عودته إلى الحياة بكل ما أوتوا من قوة، لأنهم وكلاء معتمدون للدول الكبرى الذين حصرت صدورهم وامتلأت قلوبهم غيظا وحقدا على الإسلام والمسملين، فكان أولئك الحكام كالدمى يتحركون وفق حركة الخيوط التي تحركهم من وراء ستار. وهناك ملاحظة جديرة بلفت الأنظار إليها، وهي أن الدول المذكورة، سواء أكانت مختلفة أم متفقة، فإن وزراء الداخلية فيها يعقدون اجتماعات دورية وطارئة لا تتوقف لتبادل المعلومات المتعلقة بأمنها وخصوصا ملاحقة ما يسمونهم الإسلاميين، وأخص منهم دعاة الإسلام السياسي، والعاملون لإقامة دولة الخلافة الإسلامية الثانية الراشدة على منهاج النبوة، لأنهم متيقنون بأنها ستقوم على أنقاض عروشهم قريبا بإذن الله. ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذة رولا إبراهيم