- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يمكن إصلاح الفوضى في أفغانستان بأي مبلغ من المال
(مترجم)
الخبر:
في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2021، نشرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تقريرا عن قمة مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى التي تعهدت بدعم أفغانستان بمليارات الدولارات من المساعدات لتجنب وقوع كارثة كبرى. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن ذلك سيكون ضروريا حتى "لا يسمح للأمة بالانزلاق نحو الفوضى". وشدد الرئيس الأمريكي جو بايدن على ضرورة تقديم المساعدات من خلال منظمات دولية مستقلة وليس مباشرة إلى طالبان. والتزمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بتقديم مليار يورو، وتخطط ألمانيا لتقديم 600 مليون يورو.
التعليق:
ما ينبغي فهمه هو أن هذه البيانات تعطي إحساسا زائفا بالواقع من حيث أن أفغانستان كانت بطريقة أو بأخرى في حالة أمن واستقرار أكبر قبل استيلاء طالبان على الحكم. والحقيقة هي أن أفغانستان قد احتُلت ونهبت خيراتها من تلك الدول التي تدعي القلق على مستقبلها. ولهؤلاء القادة أنفسهم في مجموعة العشرين يد في التواطؤ مع الفساد والموت من خلال صفقات الأسلحة والرشاوى التي تشكل مركز الاهتمام الرئيسي عند التخطيط للتنبؤات الاقتصادية. إلقاء المال في نظام يخلو من البنية التحتية الصحيحة والرؤية التي تخدم البشرية حقا هو ستار كامل من دخان لإخفاء حقيقة أن الناس الذين هم في أمس الحاجة إلى هذه الأموال لن يستطيعوا الاستفادة منها أو رؤيتها. وبالطريقة نفسها التي دخلت بها هذه الإدخالات الأجنبية الغادرة المنطقة، لم تحقق للحياة المجتمعية والاحتياجات الأساسية نتائج إيجابية.
لن تكون هناك نهاية للمعاناة التي يواجهها شعب أفغانستان طالما بقي شرع الله سبحانه وتعالى ونظام الحكم المستنبط من القرآن والسنة غير محكم.
يخبر الله سبحانه في كتابه الكريم عن مشكلة معاونة أعداء الله واتخاذهم أولياء في الآية ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾.
بهذا التوجيه الواضح في الاعتبار، ونحن كشهود للبشرية يجب ألا نقبل أي حل سوى نظام الحكم الصحيح للإسلام كما جاء به النبي ﷺ. وإلى أن يتحقق ذلك، فإن مشاكل هذه الأمة لن تزول أبدا بغض النظر عن عدد تريليونات الدولارات التي تقدم إلى الحكام الذين لا يتبعون الطريقة الصحيحة للإسلام.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانة محمد
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير