السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
قمّة المناخ: قمّة النفاق البيئي بامتياز!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قمّة المناخ: قمّة النفاق البيئي بامتياز!

 

 

 

الخبر:

 

نزل آلاف الناشطين الشباب إلى شوارع مدينة غلاسكو الأسكتلندية الجمعة، للاحتجاج على ما يعتبرونه تقاعسا خطيرا لقادة العالم عن اتّخاذ خطوات ملموسة للحد من تغيّر المناخ في قمة "كوب26". ويتوقع استمرار التظاهرات لمدة يومين للتأكيد على الهوة بين الخفض البطيء للانبعاثات وحال الطوارئ المناخية في دول في أنحاء العالم. ووصفت الناشطة السويدية غريتا تونبرغ الجمعة، مؤتمر الأطراف بأنه "فشل" خلال مشاركتها في التظاهرة. وقالت تونبرغ، "ليس سرا أن كوب26 هو فشل"، مضيفة "هذا لم يعد مؤتمرا للمناخ إنه الآن مهرجان عالمي لنشر ادعاءات زائفة بحماية البيئة". وتابعت "لا يمكنهم تجاهل الإجماع العلمي ولا يمكنهم تجاهلنا". وقالت مشيرة إلى المتظاهرين "قادتنا لا يقودون. هكذا تكون القيادة". (وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب، بتاريخ 05 تشرين الثاني 2021).

 

التعليق:

 

فيما تزعم الأمم المتحدة وقادة العالم أن قمة المناخ "كوب 26" تعد فرصة لإنقاذ الكوكب من الآثار الكارثية لتغير المناخ وتجتمع الوفود من قرابة 200 دولة في غلاسكو لتباحث كيفيّة بلوغ أهداف اتفاقية باريس للمناخ المتمثلة بحصر ارتفاع درجات الحرارة بما بين 1,5 و2 مئويتين، بات يقينا عند غير المتنفذين في السلطة من العلماء والناشطين وعامّة الناس أن هذه القمّة وكل ما سبقها لا تعدو عن كونها فصولا من مسرحيّة التمويه الأخضر "Greenwashing" (طريقة تسويق تعتمد على التواصل مع الجمهور باستخدام الحجة البيئية فتنفق الشركة أو المؤسسة المزيد من الوقت والمال على تسويق نفسها على أنها صديقة للبيئة بدلا من تقليل تأثيراتها الضارة بالبيئة. الهدف من التمويه الأخضر هو الظهور بصورة مسؤولة بيئياً، بعيدة كل البعد عن الواقع... فهي طريقة مضللة ويمكن تشبيهها بالإعلانات الكاذبة).

 

إن مفاوضات هذه القمة التي تجمع أهم البرجوازية في العالم هي مفاوضات صوريّة وكل التدابير والمخرجات تتسم بالضبابية وأحاديّة الجانب. فحتى إنه لم تتم الجدولة الزمنيّة لتنفيذ تعهدات التخلّي عن الفحم (أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثا) التي التزمت بها نحو 40 دولة! بل إن أكثر الدّول استخداما للفحم والأكبر إسهاما في التغير المناخي لم توقع اتفاقية التخلص من الفحم في مؤتمر المناخ الحالي "كوب 26" كالصين بنسبة استهلاك 54% والهند بنسبة 11.6% والولايات المتحدة بنسبة 6.1%.

 

يتظاهر كبار المسؤولين بأنهم منقذو العالم، فعلى سبيل المثال، حاولت الحكومة الفرنسية أن تظهر في صورة الرّائد المدافع عن القضايا البيئيّة قبل بضعة أشهر من الانتخابات الرئاسية في محاولة لاستقطاب أصوات مناصري البيئة، فلم يدّخر ماكرون وأعوانه جهدا في طلاء كل برامجهم باللون الأخضر. وفي الوقت الذي كان ماكرون ينظّر في غلاسكو حول ضرورة الالتزام بالأهداف البيئية، أظهرت وثيقة مسرَّبة من الاتحاد الأوروبي سعي الحكومة الفرنسية للتحالف مع حكومات أوروبا الشرقية لإدخال الغاز والطاقة النووية في تصنيف الطاقات الخضراء إذ تضمن هذا الاتفاق بين الحكومة الفرنسية وحكومات بولندا والمجر والتشيك، دعم الأولى استغلال الفحم البولندي وإدراج الغاز التشيكي كـ"طاقة خضراء"، مقابل ذلك تقف تلك الحكومات إلى جانب فرنسا في إنعاش برنامجها النووي.

 

يقول كريس سالتمارش، أحد مؤسسي منظمة العمل من أجل صفقة خضراء جديدة، "إن اللوم في أزمة التغير المناخي ينبغي أن يقع على الرأسمالية وليس الإنسانية بشكل عام. إن إنكار أزمة المناخ لم يعد العائق الرئيسي حاليا وإنما تأخر وتقاعس الطبقة الرأسمالية"، ويضيف "الرأسماليون هم من يستفيدون من أزمة المناخ بينما يعاني الأكثر فقرا. إن النظام الرأسمالي الذي يضع الربح فوق كل شيء هو الذي يمنع تخفيف انبعاثات الكربون بينما يحترق العالم".

 

إن مفهوم علم البيئة من منظور الرأسمالية يتلخص في بيئة تُوظّف لتحقيق التقدّم دون ضرر بالنمو الاقتصادي وتحطيم أي صناعة. وهذا يظهر حجم التناقضات ويؤكد استحالة خروج قرارات تراعي البيئة من رحم الرأسمالية. وإن خروج آلاف المظاهرات حول العالم تحت شعار "التصدّي للرأسمالية ووقف التمويه الأخضر وتغيير النظام..." لينبئ بأن زوال هذا النظام الجشع بات قاب قوسين أو أدنى.

 

 

 

#أزمة_البيئة      #EnvironmentalCrisis

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. درة البكوش

آخر تعديل علىالثلاثاء, 09 تشرين الثاني/نوفمبر 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع