السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
في العلاقات التركية الأمريكية، يُشار إلى المؤسسات لا الأفراد

بسم الله الرحمن الرحيم

 

في العلاقات التركية الأمريكية، يُشار إلى المؤسسات لا الأفراد

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

عُقدت قمة قادة مجموعة العشرين في روما واستضافتها إيطاليا. كان الاحترار العالمي واتفاقية المناخ على جدول أعمال زعماء العالم. وكانت عيون تركيا على الاجتماع الذي سيعقد بين الرئيس أردوغان وبايدن. وقد كان من المتوقع أن تأتي أنباء إيجابية من الاجتماع، حيث سيتنفس الاقتصاد التركي وسيتخطى تحالف الشعب تحالف الأمة، لكن ذلك لم يحدث. واستمر الاجتماع، الذي كان من المفترض أن يستمر 20 دقيقة، لمدة ساعة و10 دقائق، لكن أردوغان لم يستطع إلا تلخيص هذا الاجتماع بهذه الكلمات: "لقد كان اجتماعاً إيجابياً".

 

التعليق:

 

هناك تفاصيل حول قمة مجموعة العشرين وخاصة لقاء بايدن في المؤتمر الصحفي لأردوغان عقب الاجتماع وفي تصريحاته التي أدلى بها للصحفيين على متن الطائرة لدى عودته إلى تركيا. عندما ننظر إلى هذه التفاصيل، نرى ما يلي: الأولوية القصوى في اجتماع بايدن وأردوغان كانت مصير مقاتلات F35 وشراء طائرات F16، حيث قال أردوغان فيما يتعلق بهذه المسألة: "قبل كل شيء بالطبع لدينا قضية مقاتلات F35 كما تعلم، لدينا دفعة قدرها 1.4 مليار دولار. حول هذه المسألة، تفاوضنا على شراء طائرات F16، لم أره أي موقف سلبي في هذا الصدد. على العكس من ذلك، سيجتمع وزراء دفاعنا مع بعضهم بعضا، سيجتمع وزراء خارجيتنا أيضاً بشأن هذه المسألة ونأمل في إنهاء هذه القضية الحساسة المتعلقة بالعلاقات بين البلدين".

 

يوضح هذا البيان أن تركيا أغلقت موضوع مقاتلات F35 بالكامل التي دفعت ثمنها وأرادت شراءها من أمريكا. وتدرس تركيا الآن ما إذا كان بإمكانها شراء شيء آخر من الولايات المتحدة بأموال مقاتلات F35. هناك شيء مهم يلفت الانتباه؛ ستواصل وزارتا الدفاع والخارجية في البلدين المفاوضات بشأن شراء طائرات F16. هذا هو النهج الجديد لإدارة بايدن في السياسة الخارجية الأمريكية. لتشتيت انتباه الدول والقادة عن طريق إزالة المشاكل من العلاقات الشخصية للقادة ونشرها في العمليات على أساس المؤسسات.

 

التفاصيل التالية في تصريح أردوغان للصحفيين، الذين طلبوا من بايدن أخذ زمام المبادرة في هذا الأمر، توضح ذلك بشكل أوضح؛ فقد قال بايدن "قد لا نحصل على نتائج في القريب العاجل". وأضاف "كما تعلم، الأمر يمر بمرحلتين مختلفتين، مجلس النواب الأمريكي ومجلس الشيوخ. كما تعلم، الوضع خمسون وخمسون، لكني سأبذل قصارى جهدي. وقلت له، "أعتقد أنه يمكنك تحقيق ذلك، وأرى أن لديك ثقلاً في هذا الأمر الآن".

 

أولاً، أخذت الولايات المتحدة الأموال المدفوعة مقابل مقاتلات F35، ثم أزالت تركيا من برنامج F35 وتتم الآن مناقشة ما إذا كان سيتم منح F16 بهذه الأموال أم لا. إذا لاحظتم فإن بايدن لا يخاطب نفسه ولا يخاطب أردوغان، فهو يقول إن المؤسسات والوزارات يجب أن تستمر في الاجتماع وأن مجلس الشيوخ، وما إلى ذلك، سوف ينظر ويقرر.

 

كما أدلى أردوغان التصريحات التالية للصحفيين: "...اتفقنا على إنشاء آلية مشتركة مع الولايات المتحدة بشأن جميع القضايا بيننا، وخاصة القضايا الإقليمية، والأمن والدفاع والتجارة ومكافحة الإرهاب. نأمل أن يلتزم زملاؤنا المرتبطون بهذه القضايا". تشير هذه الكلمات إلى أن العلاقات التركية الأمريكية لن تقوم على أفراد (قادة) بل على مؤسسات (وزارات وخبراء) في الفترة المقبلة. بالطبع، ستكون هذه العملية صعبة ومؤلمة لأردوغان، الذي يحب التأكيد على صفاته القيادية الشخصية والقول "لقد فعلت ذلك"، "لقد نجحت"... بالنسبة لأردوغان، الوقت ينقضي بسرعة، فعام 2023 يقترب، والأعمال غير المكتملة الخارجة عن إرادته تجعل حمل أمتعته أثقل في طريقه إلى الانتخابات.

 

باختصار، أردوغان غير قادر على إيصال رسائل سياسية رفيعة المستوى، فالعلاقات مع القادة ليست شخصية بل من خلال المؤسسات، وعليه انتظار العملية. بالنظر إلى اقتراب انتخابات عام 2023 وأصوات تحالف الشعب تتناقص يوماً بعد يوم بسبب الأزمة الاقتصادية المستمرة في تركيا، هناك حاجة إلى خطوات من شأنها أن تسفر عن نتائج ملموسة للرئيس، لكنه لا يستطيع اتخاذ هذه الخطوات حاليا. على سبيل المثال، مشروع قانون العراق وسوريا الذي تم قبوله في الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا هو قوة بيد أردوغان، لكنه لا يستطيع استخدامه بفعالية ضد حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، لأنه لا يستطيع التنبؤ بموقف الولايات المتحدة، التي لم تعط الضوء الأخضر بشأن هذه القضية. في الواقع، أردوغان، الذي قال إنه ناقش مسألة الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لهذه المنظمات الإرهابية مع بايدن، يستخدم هذه التعبيرات: "لقد أعربنا عن أسفنا فيما يتعلق بالدعم الذي قدمته الولايات المتحدة لمنظمات إرهابية حزب العمال الكردستاني، وحدات حماية الشعب، حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا". على الرغم من أن القضية الأمنية والوطنية تريح أردوغان أكثر من غيرها في السياسة الداخلية لتركيا، إلا أنه إذا لم يستطع التحدث بوضوح وبصوت عالٍ حتى في هذه القضية، فيمكننا القول إن عام 2023 غير مؤكد ومضمون لأردوغان.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمود كار

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا

آخر تعديل علىالأربعاء, 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع