- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
محاولات بائسة لقتل الحركة الثورية في الشام والبوابة حوران
الخبر:
انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون في سيارة عسكرية لمليشيات النظام المجرم على طريق نوى - الشيخ سعد، وأدى ذلك إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف ركاب السيارة... (مصادر محلية).
التعليق:
منذ اتفاق المصالحة الذي تم في حوران عام 2018 والذي تواطأت لعقده فصائل أمريكا فسلمت البلاد والعباد لنظام أسد ظناً منها أنها أنهت حركة معقل الثورة ومهدها؛ حوران، عن متابعة المسير، وحوران منذ تلك الأيام تثبت أنها غير معنية بما حصل وجرى وما تم الاتفاق عليه، حيث إنه بعد أيام قليلة من الاتفاق الذي حصل بدأت نشاطات تؤكد عكس ما تم بأن تم تحييد درعا عن خارطة الصراع على أرض الشام، فنشاطات الثوار لم تتوقف والأعمال السياسية لم تهدأ من مظاهرات ووقفات وإضرابات. وبعد الإحساس الذي حصل أن البلاد قد تعود لسابق عهدها الثوري بدأت الدول العمل لضبط الإيقاع من جديد ومنع الأمور من التفلت؛ فبدأت روسيا حركات لكبح جماح الثائرين والحد من حركتهم ضمن موجة مصالحات جديدة، ولكن ما حصل كانت نتيجته مشابهة للاتفاق الأول؛ هدأت الأمور برهة من الزمن ثم سرعان ما عادت لتشتعل من جديد.
زبدة الحديث؛ لقد كان وقود الثورة دماء وأعراضاً وحرمات، وكان دافعها الخلاص من تسلط الطاغية أسد ونظام حكمه، كل ذلك في سبيل غاية واحدة أن تنال رضوان الله سبحانه وتعالى، وهذا الأمر ليس في درعا فقط ولكن في جميع أنحاء الشام؛ فبعد أن كان الصلح مع أسد في بداية الثورة صعباً فقد أصبح التعايش معه اليوم مستحيلاً بعد حجم التضحيات التي تمت، ولكن وحتى لا تُسرق الثورة من جديد كان لا بد من حصن حصين تتسلح به ويقودها نحو بر أمانها، لقد أسقطت الأيام أفكاراً كما رفعت أفكارا؛ فلقد أسقطت كل من لبس عباءة الثورة ولم يمتلك تصوراً عنها فقاد الثورة خلال أعمال الصبيانية نحو ما وصلت له الساعة، وثبتت أفكاراً أن الدولة فكرة تتمثل في دستور لذلك وجب على الثائرين أن يتسلحوا به حتى يصلوا لهدفهم المنشود.
إن ما يحصل في درعا اليوم هو جزء من نفَس أهل الشام وتعبير عن الاحتقان الموجود عند الحاضنة ولكن قدر الله أن تكون الحركة في درعا أسهل من باقي المناطق، فيا أهل الثورة بخاصة وأهل الشام بعامة إنه لا خلاص بالحلول المرحلية فهي لا تُعيد حقاً ولا تُطفئ نارا، ولكن الخلاص لا يكون إلا بحل جذري مبدئي يرضي الله سبحانه وبالتالي ترضى به النفوس وتطمئن، ولن يكون ذلك إلا عبر الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة وذلك والله عز الدنيا والآخرة.
﴿إِنَّ في ذلِكَ لَذِكرى لِمَن كانَ لَهُ قَلبٌ أَو أَلقَى السَّمعَ وَهُوَ شَهيدٌ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبدو الدَّلّي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا