- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
من قال لك يا حمدوك لا قطعيات في السياسة؟!
الخبر:
أكد رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك عدم وجود قطعيات في السياسة، مضيفاً: "طالما الجميع يتحاورون في محيط سياسي متباين لتقريب وجهات النظر، فإن المواقف الصفرية والحدية لن تؤدي إلا لتعقيد المواقف". (الشرق الأوسط نقلاً عن سونا 2021/12/01م).
التعليق:
إن السياسة هي رعاية شئون الناس وفق مبدأ معين، وعندما فصل الرأسماليون الغربيون الدين عن الحياة، وبالتالي فصلوا الدين عن الدولة، أصبحت السياسة تعني رعاية الشئون بالكذب والنفاق والتضليل واللعب على الشعوب؛ بجباية أموالها، والسيطرة عليها بوسائل شتى، وفوق كل ذلك ابتليت الأمة الإسلامية بحكام يخدمون الغرب الكافر المستعمر، وينفذون سياساته الاستعمارية، فينهب الغرب ثروات الأمة عبر هؤلاء الحكام الرويبضات.
والسودان ليس بدعاً فهو بلد إسلامي حباه الله بثروات كثيرة ومتنوعة ظاهرة وباطنة، إلا أن أهل السودان مثل غيرهم من شعوب البلاد الإسلامية يعيشون الفقر والعوز عبر تطبيق سياسات، أو قل إملاءات صندوق النقد والبنك الدوليين، ثم تتصارع القوى الغربية على هذه الثروات عبر العملاء السياسيين الذين يتصارعون بالوكالة على السلطة في السودان.
إن ما قاله حمدوك يدخل في باب هذا الصراع، حيث أحكمت أمريكا قبضتها على مقاليد السلطة عبر رجالها من قادة الجيش بعد انقلاب 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021م، فلم تجد بريطانيا بُداً من الرضا ببعض الفتات، فأوعزت إلى حمدوك بقبول الاتفاق مع البرهان ليعود رئيساً للوزراء، وهذه الاتفاق لم يُرضِ بعض عملاء بريطانيا الذين حرموا من السلطة بعد الانقلاب، وصاروا يتحدثون عن إسقاط العسكر، ويخونون حمدوك، لذلك قال حمدوك قولته هذه لتهدئة رفاقه، أو قل حاضنته السابقة الذين كان بعضهم وزراء قبل الانقلاب الأخير.
نقول لحمدوك: من قال لك إنه لا قطعيات في السياسة؟! إن الإسلام العظيم قد نظم الحياة كلها، سياسية، واجتماعية، واقتصادية، وغيرها، بأحكام شرعية ثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان والأشخاص، لأنها أحكام تعالج مشاكل الإنسان باعتباره الإنساني، لذلك فلا مكان لأهواء الرجال وشهواتهم، بل لا مكان لأهواء الكفار المستعمرين في ظل دولة الإسلام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، حيث تكون السياسة رعاية شئون الأمة بأحكام الإسلام المنبثقة من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة، والقياس الذي علته شرعية، ويكون الحكم أمانة ومسئولية وليس محاصصات حزبية، أو جهوية، أو قبلية لقول الحبيب ﷺ: «... وَإِنَّهَا أَمَانَةُ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان