السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الوهم اللبناني الكبير

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الوهم اللبناني الكبير

 

 

 

الخبر:

 

أفادت مصادر صحيفة لبنانية أن مدير عام الأمن العام في لبنان، اللواء عماد عثمان، لن ينفذ مذكرة توقيف بحق الوزير السابق علي حسن خليل، لأسباب عدة قانونية وسياسية وطائفية، لا سيما أنه وفي حال نفذها سيكون مضطراً لتنفيذ جميع مذكرات التوقيف التي يمكن أن يصدرها المحقق العدلي، لا سيما بحق رئيس الحكومة السابق حسان دياب وربما رؤساء حكومات سابقين، ما سيجعل عثمان في مواجهة مع طائفته أولاً ومع الطائفة الشيعية ثانياً كون المطلوب توقيفه هو المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري.

 

التعليق:

 

مجددا يثبت الممسكون برقاب الناس في مؤسسات ما يوصف بأنه "الدولة" في لبنان، أنهم لا ينتمون للشعوب ولا يخدمون قضاياهم كما يفترض بهم.

 

فالقاضي البيطار المسؤول عن التحقيق في ملف تفجير مرفأ بيروت، يصدر مذكرات توقيف يصفها بعض المراقبين بالمسيَّسة والموجهة، والتي يراد بها - كما يقولون - خلط الأوراق وصرف الأنظار عن بعض المتورطين، وإشعال فتيل فتنة بين الطائفة التي ينتمي إليها مدير الأمن العام، والتي ينتمي إليها المطلوبون، وصولا لإقناع الرأي العام باستحالة الوصول إلى نتيجة، لأن البلد كله قد ينفجر.

 

وفي المقابل اللواء عماد عثمان المسؤول عن تنفيذ القرار القضائي، يعلن امتناعه عن تنفيذه لأجل موازنات طائفية وسياسية بحتة، يجعلها فوق القانون والدستور وفوق أي اعتبار.

 

ويبقى أهالي الضحايا والمتضررون من انفجار مرفأ بيروت، يركضون وراء سراب العدالة والحقيقة المتوهَّم تحصيلها من عصابات تحكم البلد، يغطي بعضها بعضا تارة، ويلوي بعضها ذراع الآخر تارة أخرى، وفي كلتا الحالتين لا وزن لدماء الناس ولا مصالحهم، إذا كان الثمن تعرض مصالح الزعماء وأزلامهم للخطر.

 

وسيبقى كل من يعول على كيان (لبنان الكبير!) يعيش في وهم كبير، وهمٍ صنعته مناهج التعليم الغربية، ووسائل الإعلام الموجه، التي غسلت عقول ملايين الناس من أبناء لبنان، وأقنعتهم أن العسل يمكن أن يُجنى من الحنظل، وأن لبنان غورو هو نموذج يحتذى لكل دول المنطقة، في تعايش أهله وتقديمهم لفكرة الوطن على العصبية الطائفية، وأن الولاء للكيان يغلب الولاء للزعيم، وأن العدالة والقصاص لدماء الأبرياء، يمكن تحقيقها في محاكم لبنان، السيد المستقل!

 

لقد آن لأهل لبنان أن يستفيقوا من وهمٍ صنعوه بأيديهم، قبل أن يستفيقوا على مصائب جديدة، قد تكون كبيرة بحجم الوهم اللبناني.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عدنان مزيان

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

آخر تعديل علىالأحد, 12 كانون الأول/ديسمبر 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع