الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الحكام في واد والناس في واد آخر

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحكام في واد والناس في واد آخر

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

كان للرئيس أردوغان خطاب في المؤتمر البرلماني للبلاد الإسلامية في قصر دولما بهجة. وقال أردوغان، الذي استشهد بآية من سورة البقرة في خطابه، إن الله يأمر بما يلي: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾. (وكالات، 2021/12/10)

 

التعليق:

 

لا تتغير عادة الحكام المعتادة في تركيا؛ إما أن يقدموا وعوداً تداعب مشاعر المسلمين من أجل أن يكونوا في السلطة أثناء عملية الانتخابات، أو عندما تبدأ طموحاتهم السياسية في التكشف على حقيقتها، يحاولون خداع المسلمين من خلال العزف على أحكام الإسلام الأخلاقية والصبر والأمانة. إنها بلا شك أكبر سمة لأردوغان، الذي تخصص في هذا المجال، الذي أبقاه في السلطة لمدة 20 عاماً. في بعض الأحيان كان يسير في ركب القرآن الكريم في ساحات الانتخابات؛ في بعض الأحيان كان يعطي آية عن حرمة الربا، وفي أحيان أخرى كان يعطي أمثلة من حياة الصحابة فيتحدث عن عدالة عمر رضي الله عنه. ومؤخراً، ظل يعزف على الآية 155 من سورة البقرة، لأن النظام الرأسمالي الفاسد الذي طبقوه لمدة 20 عاماً يقود الناس إلى ركود اقتصادي ثقيل. الرئيس الذي ينصح الناس بالصبر، يمضغ ثم يُخرج كل قيم الإسلام وقواعده لصالح سلطته. إن وضعه ينطبق عليه ما وصف الله تعالى به حين قال: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾.

 

يأخذ المصحف بيده، ولا يدخل في حكمه شيئاً من أحكامه! يشتكي من الربا لكنه لا يفعل شيئاً لإلغائه! إنه يطبق نظام الأزمة الاقتصادية الرأسمالية المطبق منذ سنوات، وعندما يكون غير قادر على إدارة الأزمات، فإننا نتعرض لهجوم اقتصادي من قوى أجنبية. لهذا، يحاول التستر على عدم كفاءته بغرس الصبر ودعوة الناس إليه. الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أنه على الرغم من قوله إنه هجوم قوى أجنبية، إلا أنه لم يعط أسماء أبداً. ولا يبتعد عن العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية مع كل تلك الدول. كما يقول هناك آيات تحرم أخذ الربا، ولكنه يفخر بأخذه في بيان آخر.

 

إذا كان أردوغان صادقاً حقاً في تصريحاته عندما قرأ الآية عن الجوع والخوف ونقص الثمرات والبضائع، فإن ذلك لا بد وأن يظهر أولاً في نمط حياته كونه جزءاً من هذا التحدي. لكن الواقع أنه لا يقدم أدنى تنازل عن أي مظهر من مظاهر حياته الفخمة. هناك مسافة بين حياته الفخمة وحياة الناس مثل المسافة بين الأرض والسماء. هذا هو أكثر مؤشر ملموس على أن الحكام في واد، والناس في واد آخر.

 

عليك أن تضع أملاكك في خدمة الدين، اترك العادات التي حرمها الإسلام، ارتبط بما يأمر به، وقم بتطبيق الإسلام كاملا. عش مثل عمر لا كروسوس. ثم اعمل على تصبير هذا الشعب على الجوع والفقر. ضع النموذج الصيني في نظام الأزمة الرأسمالية أو نموذج الدول المتقدمة جانباً. انتقل إلى النظام الاقتصادي الإسلامي الذي طُبِّق لقرون موجِدا الاستقرار، حتى يخرج الناس من هذه الأزمة والمحنة في أسرع وقت ممكن.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد سابا

آخر تعديل علىالأربعاء, 22 كانون الأول/ديسمبر 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع