- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
فيلم أميرة فنٌ وضيع في زمن التطبيع
الخبر:
نشر موقع عرب 48 على صفحته على الإنترنت بتاريخ 2021/12/08 خبرا بعنوان: فيلم "أميرة"... "توظيف سيّئ للفنّ يخدم الاحتلال". وقد أثار الفيلم الروائي الذي يحمل اسم أميرة، ويمثّل الأردن في ترشيحات جوائز الأوسكار لعام 2022، غضبا ورفضا فلسطينيّاً وأردنيّاً، إذ شدّد كثيرون على أن فيه إساءة للأسرى داخل سجون الاحتلال ولأبنائهم. وصدرت دعوات عديدة مُطالِبة بمقاطعة الفيلم، فيما شدّدت مؤسسات الأسرى على أن الفيلم، يتساوق بشكل مباشر مع رواية الاحتلال. ويُشكّك الفيلم، بحسب مؤسسات معنية بشؤون الأسرى، في نسَب أبناء الأسرى داخل سجون يهود، الذين تم إنجابهم عبر نطف مهرّبة لآبائهم، الأمر الذي وصفه فلسطينيون بـ"الخيال الهادف لتحقيق مكاسب فنية على حساب تضحيات الأسرى".
التعليق:
بعيداً عما ذكرته لجنة الأسرى بأنّ ذلك "إساءة كبيرة لنضالات وتضحيات وإنجازات الأسرى الفلسطينيين، خاصة وأن هناك فتوى شرعية تجيز للأسير الإنجاب عبر النطف المهربة بإشراف ومتابعة ذوي الأسير والمراكز الطبية المتخصصة في فحص DNA".
وبلا أي خوض في تفاصيل نقل النطف من السجون إلى الأرحام، والمسلك الآمن الذي سلكته، فإن إثارة هذه القضية الحساسة في هذا الوقت بالذات له دلالات مهمة في مسيرة النضال ضد المحتل وخصوصا فيما يتعلق بموضوع الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو الغاصب لأرض الإسراء والمعراج.
وأبرز هذه الدلالات أن يوقع الذين قاموا على هذا الفيلم الخبيث في روع المسلمين من أهل فلسطين بأن نضالهم ضد الغاصبين قد بدأ يحتضر، وأن الأسرى قد يئسوا من الحرية، وأنه لا سبيل لحفظ أسمائهم وسلالاتهم إلا بهذا الأسلوب المضيق جدا، وأن هذا الأسلوب الذي اعتمدوه في غمرة يأسهم من الفكاك والعودة إلى الحياة الطبيعية قد بدأت تشوبه الشوائب، في محاولة من العدو لإضافة مزيد من الإحباط في نفوس الأسرى وذويهم، وخصوصا أنه لا يوجد أحد من الحكام والمتنفذين معني بفكاك الأسرى، ما يزيد الطين بلة، والأمر تعقيدا.
وفي دلالة أخرى لا تقل أهمية عن الدلالة الأولى، وهي أن الفيلم قد تم إنتاجه في دولة من الدول المطبعة، وأنه قد جاء متساوقا مع التطبيع وإنهاء الصراع مع الغاصبين لأرض فلسطين.
وقد كان للحملة الإلكترونية التي أطلقها الفلسطينيون، بالمطالبة بسحب الفيلم، وذلك عبر وسم "#اسحبوا_فيلم_أميرة"؛ وشارك فيها فلسطينيون وأردنيون وغيرهم، الأثر القوي في إيقاف هذا العمل المتهالك.
وقال الإعلامي الأردني ياسر أبو هلالة، في منشور عبر صفحته بموقع فيسبوك: "اسحبوا فيلم أميرة لأنه إساءة للأردن وفلسطين على السواء". وتابع: "كنت أحب لو تم إنتاج فيلم عن المفقودين الأردنيين من جنود وضباط الجيش العربي الذين لا أثر لهم، أو عن بطولاتهم في معارك باب الواد وغيرها، التطبيع الثقافي لا يقل خطورة عن التطبيع الاقتصادي، والتطبيع خيانة لدماء الشهداء".
وختاماً أقول إن هذه الأمة لا تزال تحمل الخيرية، ولا تقبل أن ينتقص من دينها وكرامتها وكرامة أسراها، وأن الذي ينقُصها هو دولة مخلصة تتولى زمام أمرها، وتحكمها بشرع الله الذي نزل من فوق سبع سماوات، لتتبوأ موقع الصدارة بين الأمم من جديد، وتحمل هذا الخير العميم إلى العالم، وتعيد للمسرى بهاءه، وللأسرى حريتهم، وتحرر فلسطين وباقي بلاد المسلمين المغتصبة، وما ذلك على الله بعزيز.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذة رولا إبراهيم