- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لن ترضى الأمّة بغير شرع الله
الخبر:
أعلن وزير تكنولوجيا الاتّصال التّونسي نزار بن ناجي أنّ الاستشارة الإلكترونيّة التي أقرّها الرّئيس قيس سعيّد ستنطلق اليوم السّبت بصورة تجريبيّة لمدّة أسبوعين، على أن تفتح بشكل رسميّ للعموم في 15 من الشّهر الجاري. وتخصّص هذه الاستشارة لجمع اقتراحات التّونسيين بشأن الإصلاحات التي عرضها رئيس الجمهوريّة. (الجزيرة نت، 1/1/2022)
التّعليق:
عجّت مواقع التّواصل الإلكترونيّ ووسائل الإعلام والصّحف بخبر انطلاق العمل بالبوّابة الإلكترونيّة المتعلّقة بالاستشارة الوطنيّة. فكانت الآراء بين مؤيّد وموال للرّئيس قيس سعيّد، وبين معارض له وساخر منه ومن هذه المنصّة التي أمر بإحداثها ولم يتمّ تفعيلها في الموعد المعلن، بل منهم من حذّر من عمليّة تحايل تهدف إلى سرقة المعطيات الشّخصيّة والماليّة لمستعملي الموقع. (عبد الوهّاب الهاني: عضو لجنة الأمم المتّحدة لمناهضة التّعذيب "الشّاهد"). وقد عبّرت أطراف أخرى عن رفضها لهذه الاستشارة ودعت إلى مقاطعتها وعدم المشاركة فيها.
تعارضت المواقف حول هذه الاستشارة ولكنّ الثّابت أنّ أهل تونس في ظلّ ما يعانونه من فقر وبطالة وما تعيشه البلاد من حالة اختناق قد فقدوا الثّقة في كلّ المرشّحين سواء أكانوا "إسلاميّين" أم غيرهم لأنّ الجميع لم يخرج عن دائرة النّظام العلمانيّ الذي كبّل البلاد بقيود قوانينه.
لئن أمل أهل تونس في التّغيير وثاروا ضدّ الاستبداد وضدّ نظام لا يمتّ بصلة لعقيدتهم فإنّهم قد جنوا خيبات متتالية فيمن انتخبوهم لتحسين حياتهم وتغييرها للأفضل لأنّ الوعود الانتخابيّة لا تجد لها أرضا في الواقع ولن تجده فهي وعود نظام رأسماليّ علمانيّ لا يمكنه أن يصلح الأوضاع ولا أن يفي بالحاجات لأنّه عاجز عن إيجاد الحلول حتّى في عقر داره فكيف في بلاد المسلمين وهو المسقط والمفروض عليهم والمناقض لعقيدتهم وهويّتهم؟
أوهموا الشّعوب المسلمة في تونس وغيرها بأنّها تختار وتنتخب وهي في واقع الأمر مجبرة على خيارات وضعها الغرب ولا يمكنها الخروج عنها أو اختيار ما لم يضعه هو، فحسبت أنّها قد نالت شرف الاختيار وأنّها صاحبة السّلطان وهي مرغمة لا خيار لها إلا ما وقع وضعه لها كخيار. وها هي تحاول أن تتلمّس وتعي طريق خلاصها على وقع الأحداث المريرة التي تعيشها والتي تتفاقم وتتأزّم أكثر فأكثر فتكشف لها سوء الخيار الذي أجبرت عليه وهي التي حسبت أنّها قد استعادت سلطانها واختارت بإرادتها.
ما هكذا تستعيد أمّة الإسلام سلطانها المسلوب، ما هكذا تفكّ قيودَها!!
لقد وهبها الله سلطانها لتختار من يحكمها وينفّذ فيها أحكام ربّها لا أحكام الكفر ويفرض عليها الانقياد والتّبعيّة. حين نُزع من هذه الأمّة سلطانها هذا تحوّلت إلى أمّة ذليلة تقودها الأمم الأخرى وتحكمها بقوانين وضعيّة فاسدة ينفّذها فيها حكّام يوالون الغرب ويعادونها. فإن أرادت أن تعيش حياة عزّ فعليها أن تستعيد سلطانها وتستردّ مكانتها الرّياديّة فتقود العالم إلى خيري الدّنيا والآخرة.
﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير
زينة الصّامت