- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ متى صار الروس أصدقاء لنا؟!
الخبر:
أوردت صحيفة الثورة الحكومية اليومية الصادرة في صنعاء يوم الأربعاء 2022/02/16م خبراً تحت عنوان "رئيس الوفد الوطني: سلمنا الأصدقاء الروس رؤيتنا للحل الإنساني" جاء فيه "أعلن رئيس الوفد الوطني المفاوض، محمد عبد السلام، أمس الثلاثاء، عن تسليمه السفير الروسي لدى اليمن رؤية الوفد اليمني لحل الأزمة الانسانية في اليمن. وقال عبد السلام في تغريدة على "تويتر": "سلّمنا الأصدقاء الروس عبر سفير موسكو لدى اليمن رؤيتنا للحل الإنساني بهدف تخفيف معاناة الشعب اليمني وتهيئة الأجواء لوقف الحرب والدخول إلى عملية سياسية برعاية الأمم المتحدة".
التعليق:
إن أول ما يتحفنا به السياسيون السابقون واللاحقون بأنهم عديمو الصلة والمعرفة بتاريخهم السياسي المحلي القريب والبعيد في بلدانهم، والعالمي المتصل بتاريخ الإسلام والمسلمين وظهورهم على العالم واقتعادهم مركز الدولة الأولى منذ العام الهجري الأول وحتى هدم الخلافة المروع مع نهاية الحرب العالمية الأولى.
إن ما تجب معرفته من عبد السلام وأمثاله فيما يخص الروس، هو معرفة التاريخ المدون منذ وصول المسلمين إلى القوقاز وداغستان جنوبي موسكو في الخلافة الراشدة الأولى، ورحلة الرجل الجليل ابن فضلان من بغداد إلى بلاد الروس في عام 309 هـ-921م، وقيام إمارات القرم وكازان وأوفا واستراخان وسيبير وآسيا الوسطى.
إن روسيا الأوروبية عديمة البحار لم يكن لديها أراض آسيوية قبل العام 1587م وجاء توسعها منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم على حساب المسلمين منذ بطرس الأكبر وحتى فلاديمير لينين وجوزيف ستالين بعد قيام ثورة 1917م، واحتلالها تركستان الغربية. إن تاريخ الروس دموي مع المسلمين من إيفان الرهيب وحتى فلاديمير بوتين، فكم ذبحوا من المسلمين العزل، وهدموا مساجدهم ودمروها من كازان وأوفا واستراخان والقرم والبلقان وحتى الشيشان في الزمن المعاصر، وما فعلته أيادي الصرب في البوسنة في 1806م و1995م ليس إلا بموافقة السلاف الروس بني عمومتهم. لقد احتلت روسيا الجزء الشمالي من إيران مع نهاية الحرب العالمية الأولى، واقتطعت منها أذربيجان لغناها بالنفط، تاركة جنوبه للاحتلال البريطاني.
إن أصدقاء محمد عبد السلام الروس كبوتين ولافروف ومدفيدف وجيرينوفسكي وغيرهم، لا يزالون يتحدثون عن إعادة إسطنبول المسلمة إلى القسطنطينية الأرثوذكسية. فتباً لهم من سياسيين لا يعرفون عدوهم من صديقهم!
لقد صرنا أصدقاء للروس منذ أن تخلينا عن الإسلام وصرنا أحزابا اشتراكية جعلت القبلة خلف أظهرها، ويممت وجوهها نحو موسكو، وأغرتنا روسيا بفتح جامعاتها لطلابنا ليعودوا إلى ديارهم ماركسيين. إن روسيا عدوة للإسلام والمسلمين وليست صديقة، ولن يثني عداوتها عنا ويكسر شوكتها سوى العمل الجاد لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وعودة دولة الإسلام إلى قيادة العالم بعد غياب جاوز المئة عام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن