الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
رفض الحركات المسلحة السودانية الخروج من المدن.. تجسيد لغياب هيبة الدولة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

رفض الحركات المسلحة السودانية الخروج من المدن.. تجسيد لغياب هيبة الدولة

 

 

 

الخبر:

 

انقضت المهلة التي أعلنها مجلس السيادة، بخروج جميع قوات الحركات المسلحة من المدن السودانية المختلفة، ولا يزال الغموض يكتنف مصير القوات المسلحة للحركات التي نصت اتفاقية جوبا للسلام بخروجها وفقاً للترتيبات الأمنية.

 

فالأيام حبلى بما يمكن أن تتمخض عنه قرارات مجلس السيادة بخروج الحركات من المدن، وأن تمكث بعيداً عنها، الحركات التي لاذت بالصمت ولم تنفذ ما اتفق عليه مجلس السيادة، السيناريوهات المتوقع حدوثها لا أحد يستطيع أن يتكهن بها. هل القوات ستقوم بتنفيذ القرار أم أنها ستبقى في مكانها الحالي؟ في حال عدم خروجها من المدن هل المجلس يصرف النظر ويتنازل عن قراره؟ هذه الاستفهامات يجيب عليها خبراء حول مآلات مستقبل قوات الحركات داخل المدن.

 

في يوم 2 شباط/فبراير الجاري أعلن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، الاتفاق على إخلاء المدن من كل قوات الحركات المسلحة خلال أسبوع من ذلك التاريخ. مضى الأسبوع دون الإعلان عن نظافة المدن من القوات المسلحة للحركات التي وقعت بينها وبين الخرطوم، في تشرين الأول/أكتوبر 2020، اتفاقا لإحلال السلام مع حركات مسلحة ضمن تحالف "الجبهة الثورية". فيما لم تلحق بالاتفاق "الحركة الشعبية شمال" برئاسة عبد العزيز الحلو، ومجموعة "تحرير السودان" بقيادة عبد الواحد نور، التي تقاتل القوات الحكومية في دارفور.

 

الترتيبات الأمنية تضمنت في الاتفاق تشكيل قوات مشتركة بين القوات الحكومية والحركات المسلحة، بهدف حفظ الأمن وحماية المدنيين. (صحيفة الحراك السياسي 2022/02/16م)

 

التعليق:

 

تم الاتفاق بين أطراف المسارات المختلفة في اتفاق جوبا للسلام الموقع في 3 تشرين الأول/أكتوبر 2020 على تحديد مناطق لتجميع قوات الحركات المسلحة على أن تكون خارج المناطق السكنية بمسافات مناسبة وأن تبعد عن الحدود الدولية مسافة 50 كيلومتراً، وأن يتم تدريب القوات ودمجها خلال 15 شهراً من توقيع الاتفاقية. ولكن دخلت أعداد كبيرة من قوات حركات الكفاح المسلح في المدن وفي العاصمة الخرطوم دون أن تتخذ السلطات أي إجراءات لمواجهة وجودها داخل المدن والأحياء الذي يمثل تحديا أمنيا تزداد خطورته بغياب هيبة الدولة، وقد حدثت حوادث نهب وقتل من هذه القوات وخاصة في إقليم درافور.

 

لقد تخلت الدولة عن القيام بواجبها في حفظ الأمن لصالح قوى قبلية أو إقليمية أو دولية، وكافأت المجرمين من حملة السلاح بأن جعلت منهم أعضاء في مجلس السيادة ومجلس الوزراء حسب اتفاق جوبا للسلام المشؤوم الذي يعتبر مواصلة لمسلسل خيانة تمزيق البلد وتهديد أمنه ونهب ثرواته وتمكين العدو الكافر المستعمر منه ومن أهله.

 

فهذه المواقف تعلمنا أن أبسط قواعد النهضة، واستعادة الهيبة، تكمن في وجوب اعتمادنا على قدراتنا الذاتية، في الردع وبسط سلطان الدولة. فالدولة تعني الهيبة، والهيبة تتطلب القدرة والردع والإرادة، أما هذه الدول التي تعجز عن ممارسة سلطانها على أرضها، ولا تجلب لنا سوى الخيبة، فعدمها أفضل من وجودها، فعلى هذه الدول المزعومة أن تخلي مكانها لدولة الخلافة العتيدة، لأنها الوحيدة القادرة على رد هذه الهيبة المفقودة، فهي وحدها التي تبسط الأمن والعدل وتحقق الطمأنينة والسلام، وما سواها ضنك وشقاء، قال تعالى: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مجدي صالحين

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

آخر تعديل علىالسبت, 19 شباط/فبراير 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع