الثلاثاء، 22 صَفر 1446هـ| 2024/08/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
يا أهل مصر رغيفكم في مهب الريح فماذا بقي لكم؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يا أهل مصر رغيفكم في مهب الريح فماذا بقي لكم؟!

 

 

 

الخبر:

 

نقل موقع مصراوي الأربعاء 2022/02/16م، قول رئيس الوزراء المصري، إن الحكومة تناقش كافة السيناريوهات المتعلقة بسعر رغيف الخبز، وأضاف مدبولي في مؤتمر اليوم بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية إن "آخر تحريك لسعر الخبز كان عام 1988 حينما ارتفع لـ5 قروش، حينها كانت تكلفة الرغيف 17 قرشا، النهاردة تكلفته 65 قرشا، يجب أن ننظر لهذا الموضوع، نضع السيناريوهات والاحتمالات، هنتحرك هنتحرك"، وتابع: هنشوف الفئات المهمشة ونشوف التأثير عليهم، بأكد هيحصل، لكن نشوف السيناريوهات عشان نطمن على الفئات المهمشة وكيف نضمن عدم تأثرهم بشكل كبير، وأكد مدبولي أنه عند اتخاذ خطوة رفع أسعار الخبز سنضمن عدم تضرر الفئات الأكثر فقرا، متابعاً: "لازم يبقى فيه تحرك طفيف بشكل منتظم، عشان منجيش بعد 30 سنة نلاقي الدنيا خربت، بنتحرك بهذا الشكل ونضع السيناريوهات ونجلس مع خبراء كتير، وبندقق البيانات، أهم حاجة البيانات، أهم حاجة في القرار أيا كان توقيته، نحافظ على هذه الفئات، ندرس الاحتمالات عشان نشوف الفئات دي".

 

التعليق:

 

مع كل قرار جديد تقوم به الدولة لرفع أسعار السلع والخدمات يتحدثون عن مراعاة الفئات المهمشة والحفاظ على حقوقها وطمأنتها، ولا ندري كيف تكون المحافظة على حقوق الناس من وجهة نظر النظام، ولا حتى من هي الفئات التي ينظرون إليها على أنها مهمشة في بلد ينفق غالب أهله جل دخلهم لسداد فواتير الدولة من غاز وكهرباء ومياه واتصالات ووقود للسيارات، هذا بخلاف الضرائب التي تقتطع من هذا الدخل أولا، ومثلها ما يضاف على تلك الفواتير سالفة الذكر، بخلاف ما يضاف على قيمة كل سلعة مشتراة أو خدمة مدفوعة الثمن! حتى صارت الدولة تحصل الضريبة على كل معاملة مالية يقوم بها الناس، وأصبح معدل ما يقتطع من قوت الناس كضرائب حوالي 75% من إجمالي دخل الدولة حسب ما نشرته العربية على موقعها في 2021/06/08م، كلها تقتطع في النهاية من أقوات الناس، وقطعا تلتهم مدخراتهم، هذا بخلاف القرارات الكارثية الأخرى التي تصدر من النظام والتي من شأنها زيادة معدل التضخم وغلاء الأسعار، الأمر الذي يضع الكثير والكثير من أهل مصر تحت خط الفقر ويجعلهم داخل إطار الفئات المهمشة فعلا وليس كما يرى النظام الذي ينظر إلى القادر على الزواج أنه لا يستحق الدعم، وكأنه يجب على شبابنا العزوف عن الزواج! وليته كان دعما حقيقيا بل فتات الفتات!

 

النظام المصري قرر رفع الدعم كاملا تنفيذا لقرارات البنك الدولي، ولهذا فقد قرر تحريك سعر الرغيف مسبقا وهو ما أعلنه الرئيس المصري من قبل. والمشكلة التي تواجه النظام أن هذا الرغيف هو آخر ما تبقى للناس وزيادة سعره ستكون ضربة قوية لهم وخاصة الفئات الأكثر فقرا، فأهل مصر جلهم قد أفقرتهم أنظمة الحكم الرأسمالية المتعاقبة، ولهذا فمشكلة النظام ليست في قرار تحريك سعر الرغيف ولكن في توقيت وضعه موضع التنفيذ والبدء في تطبيقه على الناس وما قد يؤدي إليه خاصة مع وجود حالة من الغليان المكتوم ربما تكون بداية لانفجار كبير مع أي قرار غير مدروس العواقب، ولهذا فالنظام يتحسس خطاه حتى لا يترك أثرا في قراراته يضع الناس أمام الخيار الوحيد الباقي في جعبتهم وهو الصدام الدامي مع النظام، ولم يعد هناك من يمكن أن يحملهم النظام أوزاره وخطاياه، بينما يخادع الناس بإنجازاته الوهمية ويوهمهم بالحياة الكريمة والجمهورية الجديدة، وكأن الناس لم يشبعوا من جمهوريات الغرب ونظمه البائدة!

 

إن زيادة سعر الرغيف في حقيقتها ليست مشكلة ولا أزمة إلا في ظل الرأسمالية التي تنهب ثروات الناس وتُلجئهم إلى تقبل ما يُلقى لهم من فتات الموائد، والصراع على رغيف الخبز هو صراع جزئي في عمق الأزمة وإن كان يؤججها، فالرأسمالية هي الأزمة وهي سبب المشكلة وأصل كل داء، والصراع يجب أن يكون معها لاقتلاعها ومنعها ومنع أدواتها من نهب ثروات مصر، ومن نهب مدخرات الناس، بل وتمكين الناس من كامل تلك الثروة وحفظ أموالهم ومدخراتهم عليهم، وحينها لن يحتاج الناس إلى دعم رغيف الخبز الذي يقدم لهم بشكل سيئ، ولا حاجة حينها للتموين وبطاقته التي يمن بها النظام على الناس، فحقوق الناس أكبر بكثير من رغيف خبز مدعم وجنيهات تمنح في شكل سلع تموينية، حقوق الناس في النفط والغاز والذهب وكافة المعادن والثروات الدفينة التي يُمكّن النظام وأدواته الغرب من نهبها بلا ثمن ويبيعها للناس بالأسعار العالمية ويتربح من خلال بيعها بينما هي ثروتهم المنهوبة.

 

خلاصة القول إن أهل مصر ليسوا في حاجة لدعم الخبز ولا غير الخبز ولا يحتاجون جمهورية جديدة تحسن تطبيق الرأسمالية عليهم فتزيد معاناتهم، وإنما حاجتهم الماسة لاستئناف الحياة الإسلامية من جديد في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تمنحهم الحياة الكريمة على حقيقتها وليس وهماً خادعا، فتعيد لهم حقوقهم المنهوبة وثرواتهم المسلوبة بعد أن توقف نهب الغرب لها وتعيد توزيع هذه الثروة عليهم جميعا وبشكل عادل؛ لأن هذا مما أوجبه الشرع على الدولة تجاه رعاياها، لا فرق في ذلك بين المسلم وغير المسلم في الحقوق والواجبات، وحينها لن يكون بين أهل مصر جائع ولا فقير واحد.

 

أيها المخلصون في أرض الكنانة شعبا وجيشا: هذا الحل ولا حل غيره لكل أزماتكم ومشكلاتكم ونحن نضعه بين أيديكم، فمن أراد الخير لمصر وأهلها فلا سبيل أمامه غير هذا وليس عليه إلا أن يضع يده في يد حزب التحرير ليحمل معه مشروع الإسلام ودولته الخلافة الراشدة مشروع الخير لمصر وسبيل عزها وكرامة أهلها في الدنيا والآخرة. اللهم عجل بها واجعل مصر حاضرتها واجعل جند مصر أنصارها، اللهم آمين.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سعيد فضل

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

آخر تعديل علىالإثنين, 21 شباط/فبراير 2022

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الإثنين، 21 شباط/فبراير 2022م 11:43 تعليق

    الخلافة هي الحل ولا حل غيرها ينقذ الأمة مما هي فيه من البلاء

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع