الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
من المقلاة إلى النار

بسم الله الرحمن الرحيم

 

من المقلاة إلى النار

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

الفجر الباكستانية - أصدر الكرملين بيانا مقتضبا قال فيه إن الزعيمين الباكستاني والروسي ناقشا الجوانب الرئيسية للتعاون الثنائي وتبادلا وجهات النظر حول الموضوعات الإقليمية الحالية، بما في ذلك التطورات في جنوب آسيا. وذكر مكتب رئيس الوزراء في نشرة أن الزعيمين عقدا مشاورات واسعة النطاق حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

 

التعليق:

 

تزامن تقسيم الهند البريطانية إلى دولتين منفصلتين (الهند وباكستان) مع بداية الحرب الباردة. واجهت الدول القومية المستقلة الجديدة - الخارجة من الاستعمار والمليئة بالضعف البنيوي - معضلة اختيار الحليف من بين القوتين العظمتين (الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي) في هذا النظام الدولي ثنائي القطب الناشئ. في آخر 75 عاماً مما يسمى بالاستقلال، أقامت باكستان تحالفات اقتصادية وعسكرية مع الغرب ولكنها دفعت دائماً ثمن خيارها. ففي معظم الأحيان، واجهت باكستان انتقاماً صريحاً وعداءً من الاتحاد السوفيتي لخياراتها المؤيدة للغرب. ونظراً لأن باكستان قررت البقاء على مقربة من الولايات المتحدة واعتبرت نفسها آمنة في خدمتها وخوض حروبها، فقد صوت الاتحاد السوفيتي بوصفه قوة عظمى في اتحاد الحرب الباردة مراراً ضد مصالح باكستان في جميع المحافل الدولية، وعلى وجه الخصوص، ضد موقف باكستان بشأن كشمير في الأمم المتحدة. وفي الحرب الهندية الباكستانية عام 1971، عانت باكستان من استسلام مذل في شرق باكستان أدى إلى ولادة بنغلادش. يعتبر المثقفون الباكستانيون أن تقطيع أوصال باكستان الموحدة هو الثمن الأكبر الذي دفعته إسلام أباد مقابل دور باكستان في تسهيل التقارب بين الولايات المتحدة والصين. وكانت معاهدة الصداقة المتبادلة بين الهند والاتحاد السوفيتي هي التي زودت الهند بالدعم السياسي والاستراتيجي خلال الحرب الهندية الباكستانية عام 1971.

 

وعندما استلم ذو الفقار علي بوتو الرئاسة، بدأ بتفضيل الاشتراكية، لذلك بدأت الأمور في التحسن مع روسيا. فقد زار الاتحاد السوفيتي مرتين، في فترة خمس سنوات 1972-1977. وفي المقابل، قام عدد من الوفود الاقتصادية السوفيتية وخبراء الفولاذ بزيارة باكستان. تم استيراد آلات تعدين الطَّرق والجرارات من روسيا وتم توقيع عقد في إسلام أباد مع شركة سوفيتية لشراء آلات بقيمة 2300 مليون روبية. (السياسة الخارجية لذو الفقار علي بوتو). وفي عام 1975، دخلت باكستان واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية في برنامج سنوي لتبادل الخبرات العلمية. وتم تشجيع سياسات بوتو المتمثلة في التأميم والميل نحو الاشتراكية والإشادة بها، وفي أيار/مايو 1977 وصل الوفد التجاري السوفيتي إلى إسلام أباد ووقع بروتوكولاً تجارياً ينص على تبادل سلع بقيمة 15 مليون دولار.

 

ومع تولي الجنرال ضياء الحق الرئاسة في 5 تموز/يوليو 1977، انهارت العلاقات الباكستانية السوفيتية، وبقيت قاسية خلال حكومتي ضياء الحق ونواز شريف، حيث حاولوا جاهدين التعامل مع الولايات المتحدة. بدأت مرحلة جديدة بعد التدخل العسكري السوفيتي في أفغانستان، في كانون الأول/ديسمبر 1979. وبدأت لعبة جديدة من التلاعب، واستخدم مصطلح الجهاد، وهو واجب ديني، في تشكيل المصالح وخداع الناس. كانت باكستان وأفغانستان في الفترة الزمنية حتى موت ضياء الحق مغطيتين استراتيجيا بثنايا من التلاعب والخداع. لقد دفعت باكستان مبالغ كبيرة مقابل الدعم الذي قدمته للولايات المتحدة ضد الاتحاد السوفيتي، وتحول هذا الدعم إلى حرب ضد شعبها في زمن برويز مشرف. وساءت الأمور، وبدأنا في خدمتهم بحياة أبنائنا وشرف بناتنا.

 

والآن جاء زمن عمران خان، وهو مثل كل من سبقوه يؤمن بالاستمرار في حياة العبودية والذل. إن 75 عاماً من الوجود في هذه الجولة المرعبة لم يكن كافياً لمعرفة أن دعم المسلمين ليس في الأماكن المظلمة والخبيثة ولكنه فقط يكمن في ضوء الإسلام. لا يمكن لأمريكا ولا الاتحاد السوفيتي أو الصين إنقاذ مسلمي هذا العالم من الدمار. لا يمكن لأي مناورة اقتصادية أو عسكرية أو استراتيجية في معصية الله سبحانه وتعالى أن تجلب أي راحة. كما أن إغاثة المسلمين ليست في جني الأرباح، فالراحة في التوحد تحت راية رسول الله ﷺ والقتال في سبيل الله سبحانه وتعالى. إن زيارة عمران خان هذه ليست شرفاً ولا نجاحاً ولا ذكاءً، كما أن الوقت ليس ممتعاً للزيارة. لقد حان الوقت في الواقع للتحرر من تعقيدات الحقبة الاستعمارية والدخول في عصر يكون فيه الاعتماد فقط على الله سبحانه وتعالى. ففي الوقت الذي ينشغل فيه الغرب بهذه القضية، يجب على المسلمين العمل من أجل إقامة الخلافة بدلاً من الانحياز إلى طرف من الأطراف. عندها فقط سيكون للعالم وأحداثه معنى. في ظل الخلافة مثل هذه الأوضاع تستغلها الدولة لتقوية نفسها، ولن تجرؤ أي دولة أخرى على خوض الحرب دون التأكد من نوايا الخلافة.

 

قال تعالى: ﴿فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً﴾.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إخلاق جيهان

آخر تعديل علىالإثنين, 28 شباط/فبراير 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع