- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إطلاق نار على المدرسة في أوفالدي، تكساس، أمريكا
نظام محطّم من دستوره
(مترجم)
الخبر:
لفتت المذبحة في المدرسة الابتدائية في تكساس الانتباه مرةً أخرى إلى جماعة الضغط المؤيدة للتسلّح القوية في الولايات المتحدة، حيث ألقى المسؤولون الديمقراطيون باللّوم على المشرعين الجمهوريين لبقائهم مدينين بالفضل للمصالح المؤيدة للسلاح التي يقول المدافعون عنها إنها أوقفت إصلاحات الأسلحة الوطنية. سأل الرئيس جو بايدن، الذي كان يتحدث بعد ساعات من اقتحام مسلّح يبلغ من العمر 18 عاماً مدرسة روب الابتدائية في أوفالدي، تكساس، مما أدّى إلى مقتل 19 طفلاً واثنين من المدرسين يوم الثلاثاء، "متى، بحقّ الله، سنقف في وجه لوبي السلاح؟". (الجزيرة 25 أيار/مايو 2022)
التعليق:
يُلقي بايدن باللّوم على لوبي السّلاح في إطلاق النار على الأبرياء على الرّغم من أنه كان نائب الرئيس أوباما حيث وقعت عمليات إطلاق نار جماعية خلال فترة حكمه. إنها حلقة مستمرة لها نفس النتائج المتوقعة. كانت هذه هي المرة السابعة والعشرون هذا العام التي يقوم فيها مطلق النار المسلح بمسدس بإصابة أو قتل أشخاص في مدرسة، وفقاً لإحصاء يحتفظ به موقع EducationWeek قبل 10 أيام فقط من عمليات القتل في مدرسة روب الابتدائية في أوفالدي، استهدف مطلق النار الأبيض العنصري في بوفالو، نيويورك، الأشخاص السود، مما أسفر عن مقتل 10 داخل سوبر ماركت ببندقية AR-15 المجهزة بمشابك ذخيرة عالية السّعة في حالة من الهياج التي خطّط لها بث مباشر عبر الإنترنت". (تايم)
تُعد الرابطة الوطنية للبنادق الآن من بين أقوى مجموعات الضغط ذات المصالح الخاصة في الولايات المتحدة، ولديها ميزانية كبيرة للتأثير على أعضاء الكونجرس بشأن سياسة الأسلحة. (بي بي سي) أنفقت هيئة الموارد الطبيعية 1.6 مليون دولار خلال النصف الأول من عام 2019 للضغط على الكونغرس ضدّ القوانين التي من شأنها أن تسنّ عمليات فحص أكثر صرامة للخلفية للأشخاص الذين يتطلعون إلى شراء الأسلحة، وفقاً لتقارير الكشف "تقارير الضغط لا تكشف مع من التقى أعضاء جماعات الضغط في الرابطة الوطنية للبنادق في الكونجرس. ومع ذلك، فإن سجلّ المساهمة السياسية للمنظمة يوضّح السياسيين الذين تفضل هيئة الموارد الطبيعية رؤيتهم في السلطة". (سي إن بي سي)
هذه هي الطريقة التي يعمل بها الرأسماليون الأساسيون دون مساءلة لأنهم هم المؤثرون الفعليون على التشريع باستخدام سياسيين معروفين لتأمين مصالحهم بطريقة قانونية غير مبالين بذبح الأبرياء.
باختصار لتغيير قوانين الأسلحة لصالح المدنيين وخاصة الأطفال، يجب تغيير تعديلات دستور الولايات المتحدة، ولكي يحدث هذا، ستحتاج هيئة الموارد الطبيعية إلى تخفيف موقفها أو تخفيف قبضتها على السلطة والرشاوى (الرعاية الثقيلة... انخفاض أرباحهم بشكل كبير). تجني الدورة إراقة الدماء بشكل دائم، وأرباح ملايين الدولارات لتجار الأسلحة، كل ذلك بطريقة قانونية (حيث لا يتحمل تجار السلاح مسؤولية أسلحتهم وذخائرهم).
الرؤساء الأمريكيون سواء كانوا ديمقراطيين أو جمهوريين فهم غير قادرين على تغيير هذا ما لم يعدل قضاة المحكمة العليا دساتيرهم التي وضعها البشر، وهي موضوع مصلحة رأسمالية محدودة للخدمة الذاتية تحت رحمة الرأسماليين وخاصة اليمين الذين يدفعون من أجل سيطرة حكومية محدودة على الشؤون.
أنواع الأعذار التي يدعيها مطلقوا النار ليس لها أي تأثير على الإطلاق لأن الناس في جميع أنحاء العالم لديهم ظروف أسوأ بكثير من المجاعة إلى الحرب والإبادة الجماعية والفساد، ومع ذلك فمن غير المعروف تقريباً إطلاق نار جماعي في المدارس بأسلحة عسكرية مثل الأسلحة التي يستخدمها الناس العاديون. إنها إهانة للآباء الذين تركوا بقلوب نازفة والذين يمكن أن يكون أسوأ كابوس لأب آخر لأن اللجان التشريعية ترفض تعديل القوانين التي تحرّكها آلات المال.
القضية أكبر من تغيير سياسة السلاح في الولايات المتحدة، يجب أن يشمل التغيير تغييراً عميق الجذور يؤدّي إلى تغيير جذري بحيث يمكن لجميع الشؤون التي تنبثق من النظام أن توفر حقوقاً إنسانية مضمونة وملموسة للجميع. لن يتمّ العثور على هذا في الأيديولوجية الرأسمالية. ويؤكد ذلك خبراء ومختصون في مختلف المجالات بسبب المعاناة العلنية للغالبية التي تعيش في الولايات المتحدة والمتأثرين بوحشية بالسياسات الخارجية في الخارج.
الخطب العاطفية لأعضاء الكونجرس المختلفين والرؤساء لن تجلب أي راحة للعائلات الحزينة. التغييرات التي تطرأ على قوانين الأسلحة (وهو أمر مستبعد للغاية)، إذا تمّ إجراؤها على الإطلاق، لن تجلب سوى فترة راحة قصيرة ليس أكثر من ذلك. عامة الناس ليسوا هم الذين يضعون القوانين التي تخدم سلامتهم أو رفاههم على الرغم من أن النظام يفخر بكونه ديمقراطية للشعب، فهو مجرد شعار واهٍ، ولكن النخبة الرأسمالية الثرية التي هدفها الرئيسي هو مضاعفة الأرباح لأنفسهم هم المشرعون الحقيقيون في الولايات المتحدة.
هناك بديل يضمن كرامة الإنسان وأمنه لأنه متأصّل في النظام وفي القوانين، ذلك النظام هو الإسلام وأحكامه المنزّلة من الخالق القدير.
الإسلام ليس للعبادة فقط ولا كما صورته الأنظمة الغربية المشينة وقواها الناعمة. جاء الإسلام بإطار واضح لجميع شؤون الحياة ولجميع الناس, مسلمين وغير مسلمين، دون تمييز يضمن حقوق الإنسان بصيغة صحيحة وليس نظرياً. إن على أولئك الذين يبحثون عن الراحة أن يبحثوا عن نظام الإسلام وما يمثله ليروا كيف يقدّر الإسلام حياة الإنسان قبل كل شيء.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منال بدر