- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تَسْتَضِيئوا بِنَارِ الآلية الثلاثية فإنها رجس من عمل الكفار
الخبر:
أورد موقع أخبار الأمم المتحدة في 24 أيار/مايو 2022 الخبر التالي:
حذر ممثل الأمين العام الخاص، فولكر بيرتس من العواقب الناجمة عن غياب التوصل إلى حل للمأزق الحالي في السودان، مشيرا إلى أن تلك العواقب ستتجاوز حدود البلاد وستستمر على مدى جيل كامل.
وقدم رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان يونيتامس، إحاطة إلى مجلس الأمن، شدد فيها على أن الأمر متروك للسودانيين للاتفاق على مخرج من هذه الأزمة.
وقال ممثل الأمين العام إن الأزمة التي تواجه السودان هي أزمة محلية ولا يمكن حلها إلا من قبل السودانيين.
"في حين إن المسؤولية الأساسية عن تغيير هذه الديناميكيات تقع على عاتق أصحاب المصلحة السودانيين أنفسهم، فإنني قلق بشأن العواقب طويلة المدى، حيث نراقب المزيد من التآكل في قدرة الدولة، الهشة أصلا، ورأس المال البشري في السودان".
وقال إن الهدف من تلك المحادثات تمحور حول استطلاع آراء أصحاب المصلحة حول مضمون وشكل عملية المحادثات التي يقودها ويملكها السودانيون، مشيرا إلى أن جميع المكونات تقريبا أبدت استعدادها للمشاركة بشكل إيجابي في جهود التيسير التي تقوم بها البعثة.
التعليق:
يبدو أن أمريكا متحمسة لإجراء الحوار بأسرع فرصة حتى تستتب لها الأمور فهي تدفع عملاءها بقوة نحو ذلك. فقد صرح البرهان مرارا وتكرارا التزام الحكومة الكامل بعملية حوار سوداني جامع للتوصل إلى حل توافقي للأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد. وكذلك تصريح عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق بحري مهندس إبراهيم جابر إبراهيم الذي أوردته وكالة الأنباء السودانية في 2022/5/27م والذي قال فيه: "نؤكد دعمنا الكامل للمجهودات التي تبذلها الآلية الثلاثية لإنجاح الحوار بين الأطراف السودانية". وكذلك تصريح محمد الحسن ود لباد الذي قال فيه: "إن الآلية جاهزه للإسراع في العملية السياسية وقدمت رؤية مفصلة لعملية الحوار السياسي".
وقد أشارت الآلية الثلاثية أنها عقدت محادثات أولية مع المكونات الرئيسية للمجتمع في السودان والطيف السياسي طوال شهر نيسان/أبريل، "وشمل ذلك الأحزاب والائتلافات السياسية وممثلي لجان المقاومة والشباب والجيش والحركات المسلحة، وقادة الطرق الصوفية والجماعات النسائية والأكاديميين".
وفي المقابل يوجد تعنت كبير من الأحزاب أوروبية الهوى تجاه هذه الآلية وهذا الحوار بقصد رفع سقف المطالب والمشاركة في الحكم ومناصفته مع أمريكا.
فقد أعلن حزب البعث السوداني كما أوردت (نبتة نيوز) رفضه لخطوات الآلية الثلاثية للأمم المتحدة (يونيتامس) والاتحاد الأفريقي والإيقاد، ودعا الآلية للالتزام بدورها كمسهلة للحوار فقط بين الفرقاء السودانيين. وقال الناطق الرسمي باسم حزب البعث السوداني محمد وداعة "إن البعثة الأممية في السودان تقوم بأدوار خطرة في السودان منفردة ومجتمعة مع الاتحاد الأفريقي وممثل الإيقاد". وكذلك أوردت عزة برس تصريحا لعضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي صدقي كبلو، قال فيه: "إن الآلية الثلاثية تبحث عن شرعية للانقلاب، وإن حزبه يرفض ذلك". وكذلك رفض حزب المؤتمر السوداني ذلك الحوار.
إن هذه اللجنة الثلاثية المكونة من اليونيتامس والاتحاد الأفريقي والإيقاد ما هم إلا أذرع للكافر المستعمر أمريكا كانت أو أوروبا، وهم في صراع محموم تريد بريطانيا من خلاله الضغط على عملاء أمريكا للمشاركة في الحكم وإيجاد موطئ قدم لها والنفوذ إلى الجيش، وهمهم الوحيد هو خدمة أسيادهم، فهم ينفذون تعليماتها حرفيا حتى يخضعوا نفوذها لها بالكامل في تنافس محموم. وهم لا يرقبون فينا إلا ولا ذمة، فلا يغرنكم كلامهم المعسول من أنهم يريدون لنا الوفاق وأن تتوحد كلمة أهل السودان وأن يجتمعوا على كلمة سواء.
فهذا الصراع الأمريكي الأوروبي ليس لأهل السودان فيه ناقة ولا جمل، بل هو تكريس للحكم المدني واستمرار هذا النظام الرأسمالي العلماني المتعفن الذي أذاق أهل السودان الويلات وجعلنا تحت الانتداب الأمريكي. فالحذر الحذر من الركون إلى مثل هذا الحوار، والحذر الحذر من أن يرضى أهلنا في السودان بالاستضاءة بنار هذه الآلية الثلاثية العميلة.
وقد حذرنا الله سبحانه من الركون إلى الكافرين وعملائهم الذين لا يرضون لنا غير العنت والمشقة، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾.
فالمخرج والملجأ والمأمن هو في تحكيم نظام الإسلام في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة تقطع أيادي الكافرين الخبيثة عن بلادنا وننعم فيها بتطبيق أحكام الإسلام، ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان