- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ردود الأفعال حول قرار البرهان رفع حالة الطوارئ
الخبر:
توالت ردود الأفعال الخارجية والداخلية تجاه القرارات التي أصدرها رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق عبد الفتاح البرهان، لتهيئة الأجواء المواتية للمحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة إيقاد للوصول إلى تسوية بين الأطراف السودانية لحل الأزمة السياسية الراهنة في البلاد... (الشرق الأوسط 2022/06/01).
التعليق:
إن القرار الذي اتخذه البرهان ليل الثلاثاء الماضي برفع حالة الطوارئ كانت نتيجة لضوء أخضر من أمريكا بعد أن أفشلت تحركات بريطانيا الساعية للضغط على العسكر عبر فولكر رئيس بعثة يونيتامس، بإشراك عملائها مع فولكر ليولد مولود جديد يأخذ مكان البعثة الأممية في مسألة الشأن السوداني، فكان هذا المولود هو ما يسمى بالآلية الثلاثية، مكونة من (بعثة الأمم المتحدة "يونيتامس" برئاسة فولكر، والاتحاد الأفريقي برئاسة ودلباد، والإيقاد برئاسة أويس)، فكانت السيطرة الكاملة لأمريكا في السودان وبخاصة بعد الانقلاب الذي قام به البرهان في 2021/10/25م، وبعد إقصاء رجال بريطانيا من المشهد تماماً، إضافة إلى ضعف الحراك في الشارع، فما كان من بريطانيا وأوروبا إلا الرضا التام بالآلية الثلاثية باعتبارها راعية للحوار للوصول إلى حل يعطي شيئاً من كيكة الحكم لرجال أوروبا وبخاصة بريطانيا وتظل الغلبة والسلطة الحقيقية في يد أمريكا عبر العسكر وبعض رجالها.
وذراً للرماد في العيون، وكان القرار قرار البرهان، رحبت دول الترويكا، والآلية الثلاثية الأممية الأفريقية، ومنظمة الإيقاد بقرار البرهان رفع حالة الطوارئ، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، ومعلوم أن دول الترويكا تشمل أمريكا، وبريطانيا، والنرويج وكندا، وكذلك رحب الاتحاد الأوروبي في بيان برفع حالة الطوارئ، داعياً السلطات السودانية لمواصلة جهودها لخلق بيئة مواتية حقيقية للحوار، داعياً جميع الأطراف السودانية للمشاركة بطريقة بناءة في جهود الحوار.
أما داخلياً فقد انقلب موقف رجال بريطانيا مائة وثمانين درجة، فبعد أن كانوا يرفضون الحوار، فإنهم اليوم يرحبون برفع حالة الطوارئ، ويؤكدون تعاطيهم الإيجابي مع الآلية الثلاثية في العملية السياسية لإنهاء الانقلاب والتأسيس الدستوري الجديد لمسار انتقالي، يؤسس لسلطة مدنية كاملة على حد زعمهم. وحتى تواصل الآلية الثلاثية عملها المطلوب منها، فقد وردت الأخبار بأن مجلس الأمن وافق على تمديد (تقني) لتفويض بعثة اليونيتامس لمدة عام آخر.
إن الناظر للأوضاع في السودان يعلم أن ما يجري ليس في مصلحة أهل السودان، وإنما هو في مصلحة أعداء الأمة، فلا خير يرجى من أمريكا وعملائها، ولا من أوروبا وعملائها، فحري بأهل السودان أن يعملوا جادين لقلب الطاولة على الجميع، وإقامة الحكم على أساس عقيدتهم عقيدة الإسلام العظيم، وذلك بالعمل الجاد مع المخلصين من أبناء الأمة لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي توقف هذا العبث الذي ظللنا نعيش فيه عقوداً من التيه والذل والهوان، وتوجد لنا الحياة التي يرضاها لنا خالقنا، وربنا المستعان على ما يصفون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان