- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
اللاجئون السوريون بين مطرقة خطاب أحزاب المعارضة وسندان قرارات النظام التركي
الخبر:
أجرى وزير الداخلية سليمان صويلو تقييمات بشأن اللاجئين السوريين خلال اجتماع معلومات الهجرة التابع لمديرية إدارة الهجرة في أنقرة.
وقال الوزير لقد تقرر عدم منح أذونات للاجئين السوريين بزيارة بلدهم خلال إجازة عيد الأضحى القادمة تماماً كعيد الفطر السابق. (تركيا اليوم)
التعليق:
لقد شكل قرار عدم منح أذونات للاجئين السوريين المقيمين على الأراضي التركية لزيارة أهلهم في سوريا خلال إجازة عيد الأضحى؛ شكل صدمة وخيبة أمل للكثير منهم، مع تهاوي شعار "أنتم المهاجرون ونحن الأنصار"، الذي أطلقه أردوغان، مع أول قتيل سقط على جدار الفصل العنصري الذي بناه على طول الحدود السورية التركية، حيث تعتبر هذه المرة الثانية على التوالي بعد إلغاء منح الأذونات في عيد الفطر الماضي.
لقد جاء قرار عدم منح أذونات السفر متماشيا مع توجهات أحزاب المعارضة، حتى أصبح ملف اللاجئين ورقة سياسية يستخدمها النظام التركي لتحسين موقفه الانتخابي على حساب معاناة أهل الشام، وزيادة الضغط والتضييق عليهم؛ من أجل ترحيلهم إلى بلادهم، ضمن خطة ترحيل تشمل من مليون إلى مليون ونصف لاجئ، وذلك بعد إلغاء منح بطاقة الحماية المؤقتة للسوريين الوافدين حديثا إلى تركيا، ليجد أهل الشام أنفسهم بين مطرقة خطاب الكراهية الذي تقوده الأحزاب المعارضة، وبين سندان قرارات النظام التركي، حيث قال تشاتكلي، يوم الخميس 24 من شباط الماضي، لن نمنح وضع الحماية المؤقتة بشكل مباشر للسوريين غير المسجلين من الوافدين حديثاً من الآن فصاعداً، وسنأخذهم إلى المخيمات ونحقق معهم في المخيمات، بحسب ما نقلت صحيفة يني شفق التركية.
وفي 22 من شباط الماضي، نقلت صحيفة حرييت التركية قرار وزارة الداخلية، بمنع الأجانب الحاملين لكل أنواع الإقامات، والسوريين المسجلين في البلاد تحت الحماية المؤقتة، من تقييد نفوسهم في 16 ولاية تركية، و800 حي في 52 ولاية.
ويعزو وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، سبب إلغاء إجازات العيد، إلى إمكانية العيش ضمن ما أسماها المنطقة الآمنة، التي يسعى النظام التركي إلى إيجادها على طول الشريط الحدودي، حيث قال في تصريحات صحفية، "إن شعبنا يظن أن السوريين يستطيعون الذهاب إلى سوريا في إجازات العيد فليبقوا هناك إذاً"، وأضاف، "نحن نسعى لتأمين عودة السوريين إلى المناطق الآمنة بشكل طوعي". ومن المعلوم أن السعي لإيجاد ما يسمى المنطقة الآمنة يهدف إلى تحقيق الأمن القومي التركي بالدرجة الأولى، دون أي اعتبار للقصف الذي يطالها، وحالات الخطف شبه اليومية التي تحصل فيها، والسيارات المفخخة التي تنتشر في كل مكان بين الحين والآخر، لتزهق العشرات من الأرواح، ناهيك عن الوضع الاقتصادي المزري، وانتشار البطالة والفقر الشديد، وتسلط المنظومة الفصائلية على رقاب الناس، وما يصحبه من قمع واعتقال وفرض مكوس وتحصيل ضرائب...
إن اعتماد أهل الشام على ما يسمى الدول الداعمة، وانتظارهم للحلول التي تأتي عن طريقها، سيجعلهم يدفعون الثمن غاليا مرتين، ولا يستيقظون إلا وهم مقيدون ومستعبدون من جديد ولات حين مندم!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا