- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الضيق نتاج طبيعي لتحكيم الأنظمة الغربية الرأسمالية والتنكب عن أحكام الإسلام
الخبر:
أوردت المنصة السودانية في 2023/01/27م خبرا جاء فيه: (طالب نائب رئيس مجلس السيادة، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، جميع السودانيين إلى مزيدٍ من الصبر والتضرّع بالدعاء لله، وأن يحفظ السودان أرضاً وشعباً. وأضاف "ندعوكم إلى مزيد من الصبر والتضرع بالدعاء أن يحفظ الله السودان أرضاً وشعباً، وما بعد الضيق إلا الفرج". وطالب جميع المواطنين بتفقّد بعضهم بعضاً في ظلّ الظروف المعيشية التي تمر بها البلاد).
التعليق:
إن هذه الضائقة وهذه الحالة المعيشية المتردية، التي يمر بها أهل السودان، هي نتاج طبيعي لتنكب الساسة عن صراط المولى عز وجل المستقيم، وهجر سنة نبيه الكريم ﷺ، وركونهم لإملاءات الكافر المستعمر، وتنفيذ تعليماته والتقيد بمواثيقه الإقليمية والدولية! إن كتاب الله سبحانه وتعالى الحكيم الخبير، وسنة نبينا الحبيب ﷺ، لم يتركا أمراً من أمور الدنيا والآخرة، إلا وفيهما بيان شافٍ، فإن تمسكنا بهما هُدينا وفزنا بخيري الدنيا والآخرة. أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَالدَّارِمِيُّ وَغَيْرُهُمَا مِنْ طَرِيقِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ عَنْ عَلِيٍّ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «سَتَكُونُ فِتَنٌ» قُلْتُ: فَمَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «كِتَابُ اللَّهِ، كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، هُوَ الَّذِي مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، فَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، وَهُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ، وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ أَنْ قَالُوا ﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً﴾، هُوَ الَّذِي مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ». نسأل الله القدير أن يفرج عن هذه الأمة وينقلهم من الضيق إلى الفرج.
فكيف يأتي الفرج وأنتم تبارزون الله بالعداوة والمعاصي، وتتبعون سبيل الغي والضلال؟! ففتحتم البلاد على مصراعيها للكافر المستعمر ورضيتم بمبادراته، وأذعنتم لنظام عيشه في الحياة، فأورثتم العباد الذل والهوان فأصبحنا في ذيل الأمم، بعد أن كنا خير أمة أخرجت للناس، قال تعالى: ﴿فَإِمَّا يَأتِيَنَّكُم مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى، وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾، فالفرج كل الفرج في أحكام الإسلام العظيم.
فأي مسألة مهما صغرت أو كبرت، سواء أكانت مسألة حكم، أو اقتصاد، أو سياسة خارجية، أو أمور الصحة والتعليم، أو غيرها، فحكمها مسطور في كتاب ربنا جل جلاله، وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام، فإن فعلنا تنزل السماء بركاتها، وتنبت الأرض خيراتها إن شاء الله.
فتوبوا إلى الله تعالى وانفضوا أيديكم من أحكام الكفر وأنظمته، واقطعوا دابر القوم المجرمين، مخزن الشرور؛ أمريكا وبريطانيا عن بلادنا وحكّموا كتاب ربكم، وسنة نبيكم ﷺ، وذلك بإعطائكم النصرة لحزب التحرير الذي يملك مشروع دستور جاهز مستنبط من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، يشمل كافة مناحي الحياة تُطبّقه دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان