- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾
الخبر:
ترأس رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، اجتماعاً الخميس، بحضور عدد من القادة الأمنيين، وأصدر توجيهات صارمة لمعالجة تهريب العملة وإلقاء القبض على المهربين والمضاربين بسعر صرف الدولار، ومصادرة الأموال المهربة وإخضاع السيطرات الخارجية للمراقبة والتدقيق.
ولم تفلح الإجراءات الحكومية التي اتخذها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في إيقاف الصعود الكبير بسعر صرف الدولار، حيث قفزت البورصات العراقية لأكثر من 170 ألف دينار مقابل 100 دولار.
وفي السياق ذاته فقد تظاهر المئات من المواطنين، اليوم الجمعة، في ساحة التحرير، وسط بغداد للمطالبة بتخفيض سعر الدولار الأمريكي أمام الدينار العراقي، فيما شهدت عدد من المحافظات تظاهرات مماثلة للمطالبة بخفض سعر العملة الأمريكية أمام المحلية. (وكالة شفق نيوز)
التعليق:
هذه صورة من صور الأنظمة الفاسدة التي ابتعدت عن النظام الحقّ، نظام الإسلام.
فالنظام الاقتصادي في الإسلام يُحصّن العُملة من الانهيار بإعطائها قيمةً حقيقية، وذلك بجعل الذهب والفضة أصلا للمال، فلا يفقد قيمته، ولا يتلاعب بمقدّرات الشعوب المستعمرون ولا الحُكامُ العملاء، أو سماسرة الفساد.
وقد شهدت بلدان عِدّة انهياراً للعملة كونها لا تمتلك قيمة أو سنداً ذاتياً كالذهب، وهذا ما يحصل عادةً حينما تتعرض البلدان لأزمات، من ذلك ما حصل في إيران وتركيا ولبنان وسوريا وغيرها.
أيُّها المسلمون: أليس في طاعة ربّكم الخلاص من الويلات تلو الويلات التي أرهقتكم وأذلّتكم وأذاقتكم الأمرّين منذ أن تخلّيتم عن مبعث عزتكم؟
ألم تقرأوا قوله تعالى: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾ [طه: 123-124]؟!
إذا لم تهدكم عقولكم لطريق الرشاد، أما أثبتت لكم الوقائع فساد كل الحلول المزعومة للخلاص من الوهن الذي أصابكم؟
أليس الحلّ بين أيديكم؟ فما الذي يمنعكم عنه؟!
أما آن لكم أن تُحكّموا كتاب ربّكم فتنالوا رضاه وبركاته؟! ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ [الأعراف: 96]
فإلى العمل لعيشٍ كريم، ونظامٍ رصين، في ظل خلافةِ العزّ والسؤدد، ندعوكم أيها المسلمون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال زكريا