- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
السيادة واقع وليست ادّعاءً
الخبر:
شفق نيوز/ أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، يوم الخميس الموافق 9/2/2023، بوصول الوفد العراقي برئاسة الوزير فؤاد حسين إلى العاصمة الأمريكية واشنطن.
ومن المُؤمل أن يلتقي حسين، وفق الصحاف، نظيره الأمريكيّ أنتوني بلينكن، كما سيعقد بمعية الوفد حواراته مع الجانب الأمريكيّ والتي ستتركز على دعم السياسة النقديَّة للعراق وتبادل الدعم الماليّ والمصرفيّ بهدف تعزيز رؤية الحكومة العراقيَّة من إجراءاتها بشأن سعر صرف الدولار.
وأضاف، "كما سيبحث مع كبار المسؤولين في واشنطن العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في القطاعات المختلفة، بالاستناد لاتفاقية الإطار الاستراتيجي بين الجانبين.
وتقول السفيرة الأمريكية في العراق ألينا رومانوسكي، إن الولايات المتحدة لا تحدد سعر صرف الدولار ولم تضع عقوبات على مصارف عراقية جديدة. وذكرت رومانوسكي في لقاء متلفز، أن واشنطن "تواصل آلية استغرقت عدة سنوات لتقوية القطاع المصرفي العراقي لمساعدته على الامتثال للنظام المصرفي العالمي، وضمان منع استعمال النظام المصرفي لغسيل أموال الشعب العراقي وتهريبها إلى خارج العراق".
التعليق:
هذا هو واقع العراق؛ بلد محتل فاقد للسيادة، لم يختر نظام حكمه، ولا نظامه الاقتصادي، فقد رسم المحتل الأمريكي خارطته السياسية بفرضِ النظام الفيدرالي ووضعِ دستوره، وخارطته الاقتصادية بربطه بالنظام المصرفي العالمي، والبنك الفيدرالي الأمريكي، وصندوق النقد الدولي، لذلك مهما حاولت أمريكا خداع الشارع العراقي بأن العراق بلد مستقل ويمتلك سيادة، فإن الواقع يكذبها، ومهما حاول أذنابها من الساسة العراقيين ادعاء هذه السيادة، فإن الأحداث تفضحها، وما هذه الزيارة إلا دليل على عجز الحكومة العراقية أمام جرّة أذن أمريكية، والتوسل لإبقاء ماء وجه هذه الحكومة العاجزة أمام الشعب العراقي، بعد أن شاهدت بأم عينها أن المحتل الأمريكي قادر على أن يأخذ البلد إلى الهاوية.
وما تصريح رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني عمَّا يتردَّد عن مشكلة تهريب الدولارات من العراق إلى إيران، بقوله: "إنَّ تهريبَ العملة يحصل في كل دول العالم والعراق حاله حال الدول، مشيراً إلى أنَّ دولاً كثيرة في المنطقة تتعرَّض عملتها الرسمية لانهيار، وبالتأكيد يحتاجون إلى الدولار، وهذا الأمر مستمر"، ما تصريحه هذا إلا دليل على العجز التام لهذه الحكومة أمام أمر خطير يهدد البلد، فالكلام ليس عن تهريب مبالغ بسيطة وتحصل في جميع البلدان، بل عن ملايين الدولارات، وفي أيام معدودة، كما أنه يحاول تقزيم الحدث ويشير إلى تورّط مصارفَ وشركاتِ صيرفة عراقية في هذا الأمر وتحقق أرباحاً كبيرة، ولا يعلن أن وراء هذا التهريب عصابات وحيتان مرتبطة بالخارج وولاءها خارجي.
أيها المسلمون في العراق: هذا هو الواقع الفعلي للعراق، بلد محتل يقوده أجراء سفهاء لصوص، غايتهم الأولى والأخيرة مصالحهم ومنافعهم، وحتى صراعاتهم فهي صراعات مصالح وصراعات لصوص على المسروقات، وهي أبعد ما تكون عن هذا البلد الذي جعلوه شماعة لصراعاتهم، فالكل يدعي وصلاً بليلى.. وليلى لا تقر له بذلك.
فمن أجل هذا الواقع الأليم وقبله من أجل عقيدتكم وإسلامكم، ندعوكم أيها المسلمون، لتقوموا قومة رجل واحد، وتهدموا عرش الخراب الذي بناه المحتل الأمريكي في بلادكم، وتحرروا رقابكم وعقولكم من رجس الرأسمالية، وتحكموا شرع الله فيكم، بخلافة على منهاج النبوة، تُحرس فيها الثغور، وتُحفظ فيها الأعراض والأموال، وتُصان فيها الحرمات، وتُقطع الأيدي الخبيثة التي تحاول المساس بسيادتها، وعندها فقط يحلو لكم الكلام عن السيادة والعزة والكرامة والاستقلال.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مازن الدباغ