إن كان بوتين وراء مقتل بريغوجين فتلك مصيبة وإن كان غيره فالمصيبة أعظم

الخبر:

أكدت هيئة الطيران الروسية يوم الخميس 24 آب/أغسطس الجاري نبأ مقتل قائد مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين يوم الأربعاء 23 آب/أغسطس في حادث تحطم طائرة شمال العاصمة موسكو.

التعليق:

جاء مقتل رجل الأعمال وقائد قوات فاغنر بريغوجين وعدد من قيادات مجموعته وسط ظروف غامضة تشير أصابع الاتهام فيها لرئيس روسيا فلاديمير بوتين، الذي ذكر أخطاء بريغوجين بتعزيته في ضحايا تحطم الطائرة. ولم يقدم الكرملين رواية لأسباب تحطم الطائرة سوى القول بأنه "وفقاً لهيئة الطيران، لقي بريغوجين ومرافقوه مصرعهم بعد تحطم الطائرة التي أقلعت على أساس الترخيص الصادر لها باستخدام المجال الجوي حسب الإجراءات المتبعة"، ولم يبد عليه الحزن بمقتل بريغوجين والمؤسس الفعلي لفاغنر عقيد المخابرات السوفيتية ديمتري أوتكين، المشارك في الحرب على الشيشان، الحاصل على وسام الشجاعة 2016م من بوتين لمشاركته في الحرب بجانب بشار أسد.

فاغنر أُسست عام 2014م على غرار بلاك ووتر الأمريكية. وحلفاؤها خارج روسيا هم بشار أسد، والحرس الثوري الإيراني، والجيش الوطني الليبي، والقوات المسلحة لأفريقيا الوسطى، وقوات دفاع موزمبيق المسلحة، والقوات المسلحة الشعبية لمدغشقر، ودربت قوات الدعم السريع في السودان على قمع المظاهرات، وتمردت على الجيش الروسي في 2023/06/13م، ووصفها بوتين بالطعنة في الظهر.. وتوعدهم بالعقاب.

لقد دخل بريغوجين - المسجون بتهم السرقة والنصب والاحتيال أواخر أيام الاتحاد السوفيتي - للمشهد السياسي فجأة بعد استضافته لبوتين في مطاعمه، وصيرورته متعهدا لتوريد الطعام للكرملين واشتهاره بلقب طباخ بوتين، ثم توريد الطعام للجيش وللشرطة وللمدارس وللمستشفيات الروسية بمدفوعات تقترب من 3 مليار دولار، ليخرج كما دخل. وإن كان بريغوجين قتله غير بوتين، بقصد إضعافه والتشويش عليه في حرب أوكرانيا، أو بتهمة تمويله حملات النت للتأثير في الانتخابات الأمريكية 2016م فالمصيبة أعظم على بوتين. على كلا الحالتين اللعب بأرواح البشر دون قضاء يقفون أمامه، يعد من أكبر المنكرات. إن العالم كله يلوذ بمن يقيم فيه العدل، وليس أمامه سوى عدل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن