- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أيمن الصفدي: "ما يجري في غزة فاجعة ويجب محاسبة (إسرائيل)"
الخبر:
قال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي يوم الاثنين الموافق 2023/11/27 إن ما يحدث في غزة "فاجعة إنسانية"، داعياً إلى "وقف تسليح (إسرائيل)، ومحاسبتها" على عدوانها ضد القطاع. حديث الصفدي جاء خلال كلمة في المنتدى الإقليمي الثامن لوزراء خارجية دول "الاتحاد من أجل المتوسط" الذي عقد يومي 26 و27 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري بمدينة برشلونة الإسبانية. وقال الصفدي: "إن الوضع فاجع وهناك مجازر، والكثير من العائلات تموت في قطاع غزة، والبنية التحتية تمحى بشكل كامل، هذه القوة والعنف الشرير لا يمكن قبوله من قبل العالم". وأضاف: "لا يمكن التسامح مع قتل المدنيين في غزة، وأدعو لمحاسبة (إسرائيل)". (موقع قدس برس)
التعليق:
صحيح أن الوضع في غزة العزة كارثي، والدمار فيها اليوم يشبه تماما الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية، حيث قامت دولة الاحتلال بتدميرها تدميرا لم يسبق له مثيل، فدمرت البنايات على رؤوس ساكنيها ودمرت البنية التحتية بشكل كامل، ولم يعد هناك كهرباء ولا ماء، وتوقفت المستشفيات عن أداء مهامها، ولم يجد الناس ما يأكلون ولا ما يشربون إلا مياه البحر المالحة، ولا مأوى يأوون إليه ليناموا، لقد فاق يهود بهمجيتهم وإجرامهم ما قام به المغول عندما اجتاحوا العراق وبلاد الشام. وصدق الله سبحانه إذ يقول فيهم: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾. ويقول أيضا: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾.
ولكن الصفدي وزير خارجية الأردن يتناسى أن حكومته وسائر الحكومات في بلاد المسلمين يتحملون المسؤولية كاملة عن هذا التدمير، فلولا تواطؤهم وخنوعهم وخذلانهم لأهل غزة وتآمرهم مع يهود عليهم لما تجرأ هؤلاء الجبناء الذين ضربت عليهم الذلة والمسكنة أن يستبيحوا غزة فيدمروها عن بكرة أبيها ويقتلوا الأطفال والنساء والشيوخ والشباب على مرأى ومسمع من جيوش المسلمين التي تعد بعشرات الملايين من الجنود المتعطشين لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى، ولو تحرك جيش واحد من جيوش المسلمين كجيش الأردن مثلا لنصرة غزة وأهلها لتحررت فلسطين كلها بغمضة عين.
ويدعو الصفدي إلى محاسبة (إسرائيل)، فمن هو الذي سيحاسبها يا صفدي؟ هل أمريكا التي تمدها بالسلاح والمال والجند ويقوم رئيسها علانية بتأييدها في جرائمها وعمليات الإبادة التي تقوم بها؟! أم الاتحاد الأوروبي الذي يقف معها بقضه وقضيضه؟! أم مجلس الأمن الذي يتغاضى عن جرائمها بل ويمنحها الضوء الأخضر لتقتل من أهل فلسطين أكثر وأكثر؟! أم حكومة الأردن التي لم تقطع حتى الآن أياً من علاقاتها مع يهود هي من سيحاسبها؟!
إن الشعوب المسلمة باتت تدرك تمام الإدراك أن الذي يقف حجر عثرة أمام تحرير فلسطين هي هذه الأنظمة الخانعة التي تكبل جيوشها وتمنعهم من القيام بواجب التحرير، ولكن السؤال إلى متى ستغض الأمة وجيوشها الطرف عن هؤلاء الطواغيت حماة يهود؟! الأمة من طنجة إلى جاكرتا متعطشة لتحرير فلسطين، والذي يمنع هذا التحرير هم هؤلاء الطواغيت، فلا بد إذن من الإطاحة بهم ليتم هذا التحرير وإلا فإن معاناة أهل فلسطين ستستمر ولن تكون الحرب الأخيرة هي آخر حرب، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام