الجمعة، 29 ربيع الثاني 1446هـ| 2024/11/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
عذراً غزة...

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

عذراً غزة...

 

الخبر:

 

مرور قرابة الشهرين على عملية طوفان الأقصى وعدوان كيان يهود على قطاع غزة...

 

التعليق:

 

في زمن عز فيه الرجال وكثر فيه أشباه الرجال، وأنا أتحدث عن قادة الجيوش العربية، الذين يفتخرون بأنهم تخرجوا من أرقى الأكاديميات العسكرية الغربية، مثل ساند هيرست الإنجليزية، وبوينت الأمريكية وغيرهما كثير، إذ تعلموا في هذه الأكاديميات الخوف والخنوع، وعلمهم أسيادهم كيف يكون قتل الأطفال والشيوخ وهم يتفرجون على هذه المجازر التي ترتكب في حق المدنيين، وعلموهم أن العقيدة العسكرية تُلزمهم بالولاء للحكام العملاء الخونة، وعلموهم كيف يدافعون عن عروش الحكام الفاسدين، وعلموهم كيف يُسكتون صوت الحق بالرصاص والغاز المسيل للدموع!

 

أمّا أبطال غزة فقد تعلموا في أكاديميات الكرامة وعزة النفس والشجاعة والإيمان بالله، والثقة بوعد الله سبحانه، وبالقدرات الذاتية البسيطة، والفوز بالشهادة والتطلع إلى الانتقال من دار الفناء إلى دار البقاء عبر أقصر الطرق، وهي الشهادة في سبيل الله والقتال حتى نيلها، لذلك ارتقوا إلى أعلى درجات الشرف، وهبط غيرهم إلى أدنى درجات الذل والعار.

 

فجيش يهود في طوفان الأقصى لم يواجه جيشا عربيا جرارا، وقادة أصحاب كروش يعلقون نياشين وهمية علقها على صدورهم زعماء وعملاء خونة من أجل شراء ذممهم، بل واجه أحفاد خالد بن الوليد، وسعد، والقعقاع، وطارق بن زياد، وصلاح الدين، فقد دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه، إذ تعلموا الشجاعة والمروءة والإيمان والنصر.

 

واليوم وقد مرّ قرابة الشهرين على أبطال المقاومة وهم صامدون، فإننا لم ولن نسمع أن هناك دولة عربية أو أجنبية واحدة أمدتهم بالسلاح أو الذخيرة، بل أقصى ما فعله الأشقاء هو قناني ماء ومساعدات إنسانية بسيطة! وأما الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا فقد مدّوا جسراً جوياً لنقل القنابل والعتاد والصواريخ والأسلحة إلى كيان يهود المجرم.

يا أهل غزة: أنتم أكرم منا جميعاً، أنتم أطهر من هؤلاء المتخاذلين، أنتم أطهر من أولئك الحكام الذين ينعمون الآن في قصورهم على موائد الخمر والنبيذ والدعارة. هؤلاء هم ورثة أبي رغال، أخزاهم الله في الدنيا والآخرة، فلا تعولوا على ملوك السعودية والأردن والمغرب، ورؤساء وقادة الدول العربية، فكلهم مشغولون بملذاتهم، ولا يهمهم نواح الثكالى ولا عويل الأرامل... أخزاهم الله.

 

شعب صغير بسيط العدة على مساحة محدودة بلا ماء، ولا كهرباء، يعيش في ظلام تحت القصف وهو صابر يضمد جراحه، إلا أنه يخيف العالم ويرعب الحكام، وصار يهدد عروش الجبابرة المتسلطين، ويهدد دولاً عظمى نووية وحربية، والغريب أن حكام الخزي والعار يطالبون بعدم التصعيد، لأنهم يساوون ما بين كيان غاصب مجرم يملك الصواريخ والطائرات والدبابات والقنابل، كيان يتلقى الدعم من واشنطن وأوروبا، وبين شعب لا يملك شيئاً سوى عقيدته التي يحيا ويموت من أجلها، فعزاؤه الوحيد هو تلك العقيدة التي ورثها عن أجداده، وورث الرجولة والمقاومة التي هي أخطر من جميع أسلحتهم، لذلك نرى كيان يهود لا يبالي بجميع المجازر التي يرتكبها بحق الأبرياء العزل، لأنه على يقين أن الذي سوف يحدث هو مسيرات وتجمعات لجماهير تصرخ عبر الفضائيات لأيام وبعدها يعود الجميع إلى منازلهم لاهثين وراء لقمة العيش!

 

لكم الله يا أهل غزة، فلا تعولوا على شعوب بات همها لقمة العيش، وحكام ليس عندهم أكثر من نباح التنديد والشجب، حتى وإن بكينا عليكم دماً فأنتم من يحترق، وما نحن إلا ممن يشاهد دخان هذا اللهب على الفضائيات التي يرعاها الحكام الخونة بأموالهم ودعمهم، ثم يقتلوننا نحن بمشاهد موتاكم.

 

إن النكبة التي يتحدث عنها الإعلام ليست هي نكبة ضياع فلسطين، بل النكبة الحقيقية هي يوم ضاعت دولة المسلمين، يوم أن تآمر عليها الخونة من حكام البلاد الإسلامية، فبضياعها ضاعت فلسطين، وضاعت كشمير، وضاعت قبرص، وضاع جميع إرث أجدادنا العظام. ضاعت فلسطين التي حررها خليفة رسول الله ﷺ الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والتي حكمت في عهده بالوثيقة العمرية.

 

وضاعت مرة أخرى وحررتها جيوش الإسلام وأعادتها إلى الدولة الإسلامية مرة أخرى. وما إن هدمت الخلافة العثمانية حتى ضاعت فلسطين بالكامل وضاعت معها العزة والكرامة، فلا عزة ولا كرامة ولا حياة حرة كريمة إلا بوجود دولة تحمي وتذود عن الحمى الإسلامية، لتحميها من طمع الطامعين وعبث العابثين.

 

نسأله تعالى أن يعجل فرجه بعودة دولتنا، وعزنا، وكرامتنا، وما ذلك على الله ببعيد.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مؤنس حميد – ولاية العراق

 

 

آخر تعديل علىالجمعة, 01 كانون الأول/ديسمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع